رَأى الحُسْنَ في العُشَّاقِ مُمْتَثَلَ الأَمْرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَأى الحُسْنَ في العُشَّاقِ مُمْتَثَلَ الأَمْرِ | فَجَارَ وَنَابَتْ عَنْهُ عَيْنَاهُ في الغَدْرِ |
وَقَالَ خُذِ الهَجْرَ المُبرِّحَ بالحَشَا | فقلتُ خُذ الصَّبرَ المُبرِّحَ بالهجرِ |
وَلِي فِيكَ بَيْنَ القُرْبِ والبُعْدِ مَشْهدٌ | يريني صدقَ الهجرِ في كذبِ السِّرِّ |
أمثلُ ما أختارُ منكَ بخاطري | فيمنحني وصلاً وإنْ كُنتَ لا تدري |
أَأَحْبَابَنَا بِنْتُمْ وَخَلَّفْتُمُ الهَوَى | يُملل حَرَّ الشَّوْقِ مِنَّا على الجَمْرِ |
هلّم إلى العهدِ القديمِ نُجِدُّهُ | وننشي به ميتَ الهَوَى طيب النَّشرِ |
فنحنُ قبلناكُم على كُلّ حَالة ِ | أَحبَّاءَ لا نَسْلوكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ |
وَنَحْنُ فَعَلْنَا ما يَليقُ مِنَ الوَفَا | فَلا تفعلوا ما لا يليقُ من الغَدْرِ |
وإنا وإن أغرى بنا الحُسنُ عَامداً | نؤمِّلُ أن يُجري بنا اليُسرُ ما يُجري |
أُسائِلُكُمْ هَلْ رَوَّضَ الشِّعْبُ بَعْدَنَا | وهل سحَّ في ساحاتِهِ وابلُ القطرِ |
وهل سنحتْ فيه جآذرُهُ التي | تُعوِّضُ بالألباب مرعى ً عن الزَّهرِ |
كَوَاكِبُ قَالَ النَّاسُ هُنَّ كَواعِبٌ | تقلدنَ بالأحداقِ منَّا وبالدُّرِّ |
نَحرْنَ جُفُونِي بالدُّمُوعِ وإنَّما | سَلَبْنَ عُقُودَ الدُّرِّ مِنْ ذَلِكَ النَّحْرِ |
رَعَى الله نَفساً كم أُكَلِّفُها الهَوَى | وأَجْنِي بِهَا حُلْوَ الأُمُورِ مِنَ المُرِّ |
وأَلْقَى صُرُوفَ الدَّهْرِ مُسْتَقبِلاً لَها | فَلَسْتَ تَرَى تأْثيرَها في سِوَى صَدْرِي |
وقد شاب فودي قبل أن ينقضي لهُ | سِوَى الخَمْسِ والعِشْرِينَ مِنْ مُدَّة ِ العُمْرِ |
أحبُّ ورودَ الماءِ يُخرسُ بالظُّبى | وأهوى ازديارِ الحيِّ يُمنعُ بالسُّمرِ |
ولي بابن عبد الظَّاهرِ الهمَّة ُ التي | أَجَادَ بِهَا جَدِيِّ وأَعْلَى بِهَا قَدْرِي |
هُو البرُّ إلا أنَّهُ إتن قصدتهُ | تيقَّنتَ أنَّ البحرَ مِنْ ذلكَ البرِّ |
يُقَاسِمني قَلْبِي إلَيْهِ اشتِيَاقُهُ | فَيَرْجَحُ شَطْرَ الشَّوْقِ مِنْهُ عَلَى الشَّطْرِ |