تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ | وجُدْ مَعَهُ بالدَّمْعِ فالدَّمعُ جُهدُهُ |
له كلَّ يومٍ في الوداع مواقفٌ | يذوبُ لَهَا رخْوُ الجمادِ وصلدُهُ |
خليلي من بان المصلى ورنده | سُقي بالحيا بانُ المُصَلَّى وَرَنْدُهُ |
علام رَمَتْ قلبي هُناك ظِباؤهُ | وقد كُنْتُ قدماَ تتّقيني أُسدُهُ |
بُلِيتُ بحظٍّ كُلَّما رُمْتُ مَقْصِداً | يساق من جانب الدَّهر ضدُّهُ |
أَجِيرَانَنا إنَّا وإنْ بَرَّح الهَوَى | وعزَّ علينا بعدُ من طال بعدُهُ |
لنأسو جراحاتِ الهوى بتعلُّلٍ | يُشَارُ بِأَطْرَافِ الأَمَانِي شُهْدُهُ |
يَلذّ بِكُمْ سَهْلُ الغَرَامِ وَصَعْبُهُ | وَيَحْلو بِكُمْ هَزْلُ العِتَابِ وَجِدُّهُ |
تعالوا تعيدُ الوصلَ نحنُ وأنتمُ | فلا رأي مِنَّا عِنْدَ من دامَ صَدُّهُ |
ولا تفتحُوا للعتب بابً فرُبَّما | يعزُّعليكم بعد ذلك سَدُّهُ |
وَمُنْتَقِمٍ منِّي وَذَنْبِي عِنْدَهُ | مَقَالِي: وهَذا الحُرُّ قلبيَ عَبْدُهُ |
ولو كان لي عقلٌ كتمت فإنَّمَا | بِلُبِّ الفَتَى يُدْرَى وَيُدْرَكُ رُشْدُهُ |
سَكِرْتُ بِأَقْدَاحٍ وَعَيْناهُ خَمْرُها | وهمتُ ببستانٍ وخدَّاهُ وَرْدُهُ |
رَعَى الله لَيْلاً زَارني فيهِ والدُّجَى | يكتِّمه لولا تضوُّعُ ندُّهُ |
وَقَدْ نَظَمْتُ صَدْرِي عِناقاً وَصَدْرَهُ | عُقُودَ الرِّضَا حَتَّى تَنَاثَر عِقْدُهُ |
فَقَابَلْتُ وَجْهاً مُجْتَلَى العَيْنِ بَدْرُهُ | وَقَبَّلْتُ ثَغْراً مُشْتَهَى النَّفْسِ بَرْدُهُ |
ترقرق درُّ الدَّمعِ من متنِ لحظهِ | فَحَقَّقتُ أَنّ السَّيْفَ فيهِ فَرْندُهُ |
فَما بَالُهُ مِنْ بَعْدِ عُرْفٍ تنكَّرتْ | خَلاَئِقُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ عَهدُهُ |
كَذَاكَ رأَيْتُ الدَّهْرَ إنْ يَصْفُ مَنْهلاً | تَكَدَّرَ مِنْ حَوْضِ الحَوَادِثِ وِرْدهُ |
أَقولُ لقلبي والغرام يقوده | وسيف التجنّي والتمنّي يقدُّه |
لك الله دع قول الأماني وخلّهِ | فَمَا كُلُّ مَقْدُوحٍ يُرَى لَكَ زِنْدُه |
إذا لم تدم للرُّوحِ والجسمِ صُحْبة | فأيُّ حبيبٍ دائمٌ لك وُدُّهُ |
سأسري وجنحُ اللَّيلِ يسطو ظلامُهُ | وأَسْعَى وَقَلْبُ الشَّمْسِ يَلْفَحُ وَقْدُه |
أَعنِّي على نَيْلِ العُلَى إنَّني بِهَا | أخو كَلَفٍ لا شيء عنها يصُدُّه |
أَرُومُ بِعَزْمِي فَوْقَ ما دُونَ نَيْلِهِ | لِوَاءُ المَنَايَا خَافِقُ الظِّلِّ بَنْدُهُ |
وما شرفي إلا بنفسي وإن يكن | لقومي فخارٌ طاول النَّجم مجدُهُ |
وَلَوْ كَانَ تَحْصِيلُ الفَخَارِ بِنِسْبَة ٍ | تساوى إذاً حَدُّ الحُسام وغمدُهُ |
ولا ذنب لي إلاَّ الكمال على الصِّبا | فَمَنْ لِي بِعَيْبٍ أَوْ بِشَيْبٍ يردُّه |