أبداًبذكرك تنقضي أوقاتي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبداًبذكرك تنقضي أوقاتي | ما بين سمَّاري وفي خلواتي |
يَا وَاحِدَ الحُسْنِ البَديعِ لِذاتِهِ | أنا واحد الأحزان فيك لذاتي |
وَبِحُبِّكَ اشْتَغَلَتْ حَوَاسِي مِثْلَمَا | بِجَمَالِكَ امْتَلأَتْ جَمِيعُ جِهَاتي |
حسبي من اللَّذاتِ فيكَ صَبَابة ً | عندي شُغِلْتُ بها عن الَّذَّاتِ |
ورضاي أني فاعلٌ برضاك ما | تَخْتَارُ مِنْ مَحوِي وَمِن إثْبَاتِي |
يَا حَاضِراً غَابَتْ بِهِ عُشَّاقُهُ | عن كلِّ ماضٍ في الزَّمانِ وآتِ |
حَاسَبْتُ أَنْفَاسِي فَلَمْ أَرَ واحِداً | مِنْهَا خَلاَ وَقْتاً مِنَ الأَوْقاتِ |
ومدلَّهينَ حجبتَ عنك عقولهم | فهُمُ من الأحياء كالأمواتِ |
تَتْلُو على الهَضَبَاتِ تَطْلُبُ ناشِداً | مِنْهُمْ كأَنّكَ في ذُرَى الهَضَبَاتِ |
لمَّا بكوا وضحكت أنكر بعضهم | شأْني وقَالُوا: الوَجْدُ بالعَبراتِ |
فأَظنُّهُمْ ظَنُّوا طَرِيقَكَ واحِداً | وَنَسوْا بِأَنَّكَ جَامِعُ الأَشْتَاتِ |
ما تستعدُّ لما تفيض نُفُوسُهُمْ | فَتَغَيضُ مِنْ كَمَدٍ وَمِنْ حَسَراتِ |
يا قَطْرُ عُمَّ دِمَشْقَ واخْصُصْ مَنْزِلاً | في قاسيُون وحلِّهِ بنباتِ |
وَترَنَّمي يا وُرْقُ فيهِ ويا صَبَا | مُرِّي عَلَيْهِ بِأَطْيَبِ النَّفَحَاتِ |
فيه الرِّضَى فيه المُنى فيه الهُدى | فيهِ أُصُولُ سَعَادَتي وَحَيَاتي |
فيه الذي كَشَفَ العمَى عَنْ ناظري | وجلا شُموسَ الحقِّ في مرآتي |
فيهِ الأَبُ البّرُّ الشَّفُوقُ فديتُهُ | من سائرِ الأسواءِ والآفاتِ |
كَفٌّ تُمَدُّ بِجُودِهِ نَحْوِي وأُخْـ | ـرَى لِلسَّماءِ بِصَالِحِ الدَّعَواتِ |
وإذَا جَنَيْتُ بِسَيِّئاتي عَدَّها | ـ كَرَماً وإحْساناً ـ مِنَ الحَسَناتِ |
وإذَا وَقَيْتُ بِوَجْنَتَيَّ نِعَالَهُ | عَدَّدْتُ تَقْصِيري مِنَ الزَّلاَّتِ |
لَمْ يَرْضَ بالتَّقْلِيدِ حَتَّى جَاءَ في | التَّوْحِيدِ بالبُرْهَانِ والآياتِ |
نَفْسٌ زَكَتْ وَزَكَتْ بِهَا أَنْوَارُها | في صُورَة ٍ نَسَخَتْ صَفَاءَ صِفَاتِي |
بهرتْ ـ وقد طَهُرَتْ ـ سَناً وتقدَّست | ْ شرفاً عنِ التشبيه والشُّبهاتِ |
في كلِّ أرضٍ للثَّناءِ عليهِ مَا | يُرْوَى بِأَنْفَاسِ الصَّبَّا العَبِقَاتِ |
أأبي وإنْ جَلَّ النِّداءُ وَقَلَّ مِقْـ | ـدارِي نِداءُ العَبْدِ للسَّاداتِ |
أنّى التفتُ رأيتُ مِنكَ محاسناً | إنْ مِلْتُ نَشْواناً فَهُنَّ سُقَاتي |
وَبِسِرِّكَ اسْتَأْنَسْتُ حَتَّى أَنَّني | لَمْ أَشْكُ عَنْكَ تَغرُّبي وشَتاتي |
وإذَا ادَّخَرْتُكَ لِلشَّدائِدِ لَمْ تَكُنْ | يوماً لِغَمْزِ الحادثاتِ قناتي |
وإذا التقيتُ أو أتَّقيتُ ببأسكَ الـ | ـخطبَ المُلِمَّ وجدْتُ فيهِ نَجاتي |
وأرى الوُجُودَ بأسرهِ رجعَ الصَّدى | وأَرَى وُجُودَكَ مَنْشأَ الأصْوَاتِ |
فَعَلَيْكَ مِنْكَ مَعَ الأَصَائِلِ والضُّحَى | تُتْلَى أَجَلَّ تَحِيَّة ٍ وَصَلاة ِ |