ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ولاؤكَ أنفسُ ما يُذخرُ | ومدحُك أطيبُ ما ينشرُ |
وودُّك أيمنُ ما يقتنى | وضعُك أحسنُ ما يشكر |
كبرت عن المثل، حتّى الزمان | بجنب علائك مُستصغر |
فاطهرُ ما كان ماءُ السماءِ | وأنت ولكنَّك الأطهر |
جرت والصَبا كرماً راحتا | ك، فأمطَرتا ما تُمطر |
وناظرَ خلقُك زُهر الرياضِ | فأخجلَها إذ هو الأزهر |
فيا مَن نشى والنُهى وارتبى | بحجر العُلى هو والمفخر |
دعتك المكارمُ قبل الفِطام | لمّا عنه أشياخُها تَقصِر |
وقالت: أعد فيَّ ليلَ الضيوفِ | بوجهك وهو لهم مُقمِر |
وأكثر كما اشتهت المكرمات | ففاكهة ُ الكرمِ المكثر |
فقُمت كما اقترحت بالذي | له صغَّر الخبرَ المخَبر |
تحييِّ لك الوفد وجهاً أغرَّ | يكادُ لرقّته يقطِر |
فلا يُحمد الوِردُ إلاّ لديك | إذا ذُمَّ من غيرك المَصدر |
عجبتُ ولازال لي من نداك | وخُلقك يُظهر ما يبهر |
فمعتصِرٌ ذا ولا يُسكر | وذا مُسكرٌ وهو لا يُعصر |
فيا مَن تفرَّع من دوحة ٍ | بغيرِ المكارمِ لا تُثمر |
تفيأت ظلَّك حيثُ الزمانُ | هجيرُ البلاءِ به يَسعَر |
ونادمتُ أخلاقَك الزاهرات | كأَنّي في روضة ٍ أُحبر |
وألقيتُ في آهلٍ من حِماك | عصى السيرِ أحمدُ ما أُبصر |
بحيثُ أديمُ الثرى طيّبٌ | نديٌّ وروض النُهى يَزهر |
وقلت لنفسي: بلغتِ المُنى | بلبثكِ حيثُ زكى العُنصر |
به قد طرحت كبارَ الهُمومِ | ومنهُنَّ همَّتهُ أكبر |
فكيف اعترَت عزمَه فترة ٌ | وما كنت أحسبُه يَفتِر |
وعهدي به كنتُ ألقى الخطوب | على قِلَّتي وبه أُكثر |
وبتُّ أراجع نفسي بذاك | وأنظرُ ماذا به تُخبِر |
أذاكِرُها: هل أعدَّت سواك | فتخلفُ بالله ما تذكر |
أبن لي فنفسيَ دون الوقوفِ | على واقعِ الأمرِ لا تصبرُّ |