هي دار غيبته فحي قبابها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هي دار غيبته فحي قبابها | والثم بأجفان العيون ترابها |
بذلت لزائرها ولو كشف الغطا | لرأيت أملاك السما حجابها |
ولو النجومُ الزهرُ تملِكُ أمرها | لهوت تقبل دهرها أعتابها |
سعُدت بمنتظر القيام ومَن به | عقدت عيون رجائه أهدابها |
وَسَمت على أمِّ السما بمواثلٍ | وأبيكَ ماحوتِ السما أضرابها |
بضرايح حجبت أباه وجده | وبغيبه ضربت عليه حجابها |
دارٌ مقدَّسة ٌ وخيرُ أئمَّة ٍ | فَتح الإلهُ بهم إليه بابها |
لهُم على الكرسيّ قبّة سؤددٍ | عَقدَ الإلهُ بعرشهِ أطنابها |
كانوا أظلَّة َ عرشهِ وبدينِه | هبطوا لدائرة غدوا أفطابها |
صدعوا عن الرب الجليل بأمره | فغدوا لكل فضيلة أربابها |
فهدوا بني الالباب لكن حيروا | بظهورِ بعض كمالِهم ألبابها |
لا غروَ إن طابت أرومة مجدِها | فنمت بأكرم مغرس أطيابها |
فالله صور آدما من طينة | لهم تخيَّر محضَها ولُبابها |
وبراهمُ غُرراً من النُطفِ التي | هي كلَّها غررٌ وَسل أحسابها |
تُخبرَك أنَّهمُ جروا في أظهرٍ | طابت وطهَّر ذو العُلى أصلابها |
وتناسلوا فإذا استهلَّ لهم فتى | نسجت مكارمه له جلبابها |
حتى أتى الدنا الذي سيهزها | حتى يدك على السهول هضابها |
وسينتضي للحرب محتلب الطلى | حتى يُسيلَ بشفرتيه شعابها |
ولسوف يُدرِكُ حيثُ ينهضُ طالباً | ترة له جعل الله طلابها |
هو قائمٌ بالحقِّ كم من دعوة | هزَّتهُ لولا ربُّه لأجابها |
سعُدت بمولِدِهِ المباركِ ليلة ٌ | حَدرَ الصباحُ عن السرورِ نقابها |
وزهت به الدنيا صبيحة طرزت | |
رجعت إلى عصرِ الشبيبة ِ غضَّة | من بعد ماطوت السنين شبابها |
يا من يُحاولُ أن يقومَ مهنيّاً | إنهض بلغت من الأمور صوابها |
وأشر إلى من لا تشير يدُ العُلى | لِسواهُ إن هي عَدَّدت أربابها |
هو ذلك الحسن الزكيُّ المجتبى | من ساد هاشم شيبها وشبابها |
جمع الأله به مزايا مجدها | ولها أعادَ بعصرِه أحقابها |
نُشِرت بمن قد ضمَّ طيَّ ردائِه | أطهارَها، أطيابها، أنجابها |
وله مآثر ليس تحصى لو غدت | للحشرِ أملاكُ السما كتّابها |
ذك الذي طلب السماء بجده | وبمجده حتى ارتقى أسبابها |
مالعلم منتحلا لديه وإنما | وَرثَ النبوَّة َ وحيَها وكتابها |
يا من يريش سهامَ فكرتِه النهى | فلأي شاكة أراد أصابها |
ولدتكَ أمُّ المكرماتِ مبرَّءاً | مما يُشينُ من الكرامِ جنابها |
ورضعت من ثدي الأمامة علمها | مُتجلبباً في حجرِها جلبابها |
وبنورِ عصمتِها فُطمت فلم ترث | حتى بأمر الله نبت منابها |
وغداً تلون ثوابها وعقابها | |
وإليكم جَعل الإلهُ إيابها | وعليكم يوم للعاد حسابها |
يامن له انتهت الزعامة في العلى | فغداً يروض من الأمور صعابها |
لو لامست يدك الصخورَ ولفجَّرت | بالماء من صم الصخور صلابها |
ورعى ذِمام الأجنبين كما رعى | لنبي أرومة مجده أنسابها |
رقت الأنام طبايعاً وصنايعاً | بهما ملكت قلوبها ورقابها |
وجدتك أبسط في المكارم راحة | بيضاء يستسقي السحاب سحابها |
ورأتك أنور في المعالي طلعة | |
لله دارك إنّها قِبَلُ الثنا | وبها المدايح أثبتت محرابها |
رضوانُ بِشرك فاتحٌ أبوابها | |
فأقم كما اشتهت الشريعة ُ خالداً | تطوي بنشرك للهدى أحقابها |