يا غاديا والثغر خلف مسائه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا غادِياً، وَالثّغرُ خَلفَ مَسائِه، | يَصِلُ السُّرَى بأصِيلِهِ وَضُحَائِهِ |
ألْمِمْ بساحةِ يُوسُفَ بنِ محَمّدٍ، | وَانظُرْ إلى أرْضِ النّدَى وَسَمائِهِ |
وَاقرَ السّلامَ على السّماحةِ، إنّها | مَحظورَةٌ مِنْ دونِهِ وَوَرَائِهِ |
وَأرَى المكَارِمَ أصْبحَتْ أسماؤها | مُشتَقّةً، في النّاسِ، مِن أسمائِهِ |
كالغَيثِ مُنَكِباً على إخْوَانِهِ؛ | كَالنّارِ مُلْتَهِباً عَلى أعْدائِهِ |
فارَقْتُ يوْمَ فِرَاقِهِ الزمَن الذي | لاقَيْتُهُ يَهْتَزُّ، يَوْمَ لِقَائِهِ |
وَعَرَفْتُ نَفسِي بَعدَهُ في مَعشَرٍ | ضَاقُوا على بعُقْبِ يوم قَضَائِهِ |
ما كُنتُ أفهَمُ نَيْلَهُ في قُرْبِهِ | حتّى نَأى، ففَهِمْتُهُ في نَائِهِ |
يفديك راج مادح لم ينقلب | إلا بصدق مديحه ورجائه |
وَافاهُ هَوْلُ الرّدّ بَعدَكَ فانثَنَى | يَدعوكَ، وَاللُّكّامُ دون دُعائِهِ |
وَمُؤمَّرٍ صَارَعْتُهُ عَنْ عَرْفِهِ، | فوَجَدْتُ قُدْسَ مُعَمَّماً بعَمائِهِ |
جِدَةٌ يَذودُ البُخلَ عن أطرَافِها، | كالبَحرِ يَدفَعُ مِلحَهُ عَن مائِهِ |
أعطَى القَليلَئ وَذاكَ مَبلغُ قَدرِهِ، | ثمّ استَرَد وَذاكَ مَبلَغُ وَائِهِ |
ما كانَ من أخذي غَداةَ رَدَدْتُهُ | في وَجهِهِ إذْ كانَ من إعطائِهِ |
وعجبت كل تعجبي من بخله | والجود أجمع ساعة من رائه |
وَقَدِ انتَمَى، فانظُرْ إلى أخلاقِهِ | صَفحاً، وَلا تَنظُرْ إلى آبَائِهِ |
خطَبَ المَديحَ، فقُلتُ خَلِّ طرِيقَهُ | ليَجوزَ عَنكَ، فلَستَ من أكفائِهِ |