قَد نَحرنا الزِّقَّ يَومَ العِيد نَحْرا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قَد نَحرنا الزِّقَّ يَومَ العِيد نَحْرا | وأَذَبنا بلُجَين الكأس تبرا |
وتخيَّلْنا الحميّا لهباً | وحسبنا أنّها بالماء تورى |
قال لي الساقي وقد طاف بها | هي خمرٌ وتراها أنتَ جمرا |
يا نديماً قد سقاني كأسه | إسقنيها في الهوى أخرى وأخرى |
إنَّ أحلى العيش ما مرَّ على | روضة غنّاء والكاسات تترى |
ويد المزن وأزهار الرُّبا | نشرتْ من بعد ذاك الطيّ نثرا |
فأَدِرْها قرقفاً إنْ مُزِجَت | كَلَّلَتْ ياقوتها بالمزج درّا |
لا تَخَف من وِزْرِها في شربها | أو تخشى مع عفو الله وزرا |
راحة الأرواح بالراح التي | لم تدع للهمّ في الأحشاء ذكرا |
وبأهلي ذلك الظبي وإنْ | أوسعَ المغرم إعراضاً وهجرا |
غرَّني في حبّه ذو هيف | كلّما لام به العاذل أغرى |
صال باللحظ على عشاقه | وَلَكَم من كرّة ٍ في الحب كرّا |
قد قضى في الحبّ أنْ أقضي به | وقضايا حبّه صغرى وكبرى |
ما عَلَيه في الهوى صيَّرَ لي | كبداً حرّى وقلباً ما استقرّا |
يا زماناً حَذرت أخطاره | نحن لم نأخذ من الأيام حذرا |
أنْتَ من دون النقيب القرم لا | تَمْلِكُ اليومَ لنا نَفعاً وضَرّا |
سيّدٌ أمّا نداه فالحيا | دوه جوداً وأدنى منه وفرا |
هكذا من كان تجري كفّه | نايلاً وفراً وإحساناً وبرّا |
وإذا ما المُعوِل العافي أتى | بابه العالي کغتنى فيه وأثرى |
باليد البيضاء كم أمطرنا | من غوادي جودها بيضاً وصفرا |
وردوا البحر أناسٌ قبلنا | لا وردنا غير تلك اليد بحرا |
نتحرى كلَّ آنٍ جودها | وهِو بالفضل وبالمعروف أحرى |
وإذا مُدَّت إلى أعدائها | جزرتهم بالمواضي البيض جزرا |
هُوَ ربّ الكَرَمِ المحضِ الذي | لا يرى الإقلال يوم الجود عذرا |
وإذا أولاك من إحسانه | ساعة ً في عمره أغناك دهرا |
فيميناً كلّما شاهدته | قلت فيه إنَّ بعدَ العسر يسرا |
سيّدٌ سهلٌ بأوقات الندى | وبأيام الوغى لا زال وعرا |
يصنع المعروف مَعْ كلّ امرىء ٍ | وهو لا يبغي على المعروف أجرا |
لم يخب في الناس يوماً آملٌ | جاعلٌ آلَ رسول الله ذخرا |
نثرالمال على وفّادِه | فشكرنا فضله نظماً ونشرا |
سيّدي والفضلُ لولاك عفا | فجزاك الله عن عافيك خيرا |
بأبي أنت وأميّ ماجدٌ | قادريٌّ هو أعلى الناس قدرا |
ملكتْ رقّي منه أنعمٌ | بعدَ ما كنتُ وأيم الله حرّاً |
أيُّ نعمائك يقضي حقّها | أيّها السيّد هذا العبد شكرا |
إنّما الفخر الذي طلتَ به | شرح الله به للمجد صدرا |
ولقد جَاوَزْتَ حدّاً في العلى | رجعت من دونه الأبصار حسرى |
فاهنا بالعيد ودم مبتهجاً | ناحرُ الحاسدِ بالنعّمة ِ نحرا |