وَرَدَ السرورُ بها وطافَ بحانِها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
وَرَدَ السرورُ بها وطافَ بحانِها | مَن كان صاحبَها ومن أخدانِها |
جليتْ فكان من الحباب نثارها | وقلائد العقيان نظم جمانها |
والصُّبْحُ قَد سَفَرتْ محاسِنَهُ لنا | وشجون ورقِ الدَّوح من أشجانها |
تُملي على فَننِ الغصون فنونَها | ورقاءُ قد صَدَحَتْ على أفنانها |
وتجيد أوتار القيان لحونها | فکشرب على النغمات من ألحانها |
وکنظر إلى الأزهار كيف يروقها | إشراقُ بهجتها وطيبُ زمانها |
وعلى کتّفاق الحُسْنَ من أشكالها | وقعَ الخلافُ فكان من ألوانها |
يهبُ النَّسيمُ عبيرها من روضة ٍ | لا زال طفل الطلّ في أحضانها |
يا حبّذا زمنٌ على عهد الصبا | ومواسم اللّذات في إبّانها |
حيث الهوى وطرٌ وأبيات الحمى | أقمارُ مطلعها وجوهُ حسانها |
ويُديرُ بَدرُ التِّمِّ في غَسَق الدجى | كأساً حصى الياقوت من تيجانها |
لله أوقاتُ السُّرور وساعة | تجري كميتُ الراح في ميدانها |
ضمنتْ لنا الأفراح كأسُ مدامة | وفت المسرّة برهة بضمانها |
ويروقها ذاك الحَبابُ فَعَقْدُهُ | من نظم لؤلؤها ومن مرجانها |
مسكيَّة ُ النفحات يسطع طيبها | ما کفتضَّ ربَّ الحان ختم دنانها |
في مجلسٍ دارت به أقداحها | فكأنَّها الأفلاكُ في دورانها |
يا طالب اللّذّاتِ حسبك لذة | ما سال في الأقداح من ذوبانها |
باكِرْ صَبُوحَك ما کستَطَعْتَ وعُجْ إلى | كأسِ الطلا واحرص على ندمانها |
وإذا سرحتَ إلى الرايض فنلْ إذنْ | من روحها أرجاً ومن ريحانها |
ومُوَرَّدِ الوَجَنات جَنَّة ُ وَجْهِهِ | تَصلى بأحشائي لظى نيرانها |
ومهفهفٍ ذي طلعة ٍ قَمَريّة ٍ | أجني ثمارَ الحسن من بستانها |
ما زال تفعلُ بالعقول لحاظه | ما تفعل الصَّهباءُ في نشوانها |
يَسقي فَأَشْربُ من لُمَاه، وكأسُه | ما ينعشُ الأرواح في جثمانها |
يشفي مريض القلب من ألم الجوى | ولذا تقرُّ النفسُ من هيمانها |
ويبلُّ غلَّة وامقٍ مستغرم | بالريّ من صادي الحشا ظمآنها |
تَسْتَحْسِن الأبصار ما بُليت به | وبَلِيَّة ُ العشّاق بکستحسانها |
إنَّ النقيب القادري لعوذتي | من حادث الدنيا ومن عدوانها |
شهمٌ تذلّ المال عزة ُ نفسه | ومنزّل الأموال دار هوانها |
السيّد السَّنَدُ الرفيعُ مكانه | حيث النجوم وحيث سعد قرانها |
الطاهر البرّ الرؤوفُ بأمَّة ٍ | الله وفَّقها إلى إيمانها |
كم حُجَّة ٍ قد أنبأتك بفضله | قام الدليل بها على برهانها |
الباسطُ الأيدي لكلّ مؤمِّل | وجداو الإحسان فيض بنانها |
تزنُ الرّجالَ عوارفٌ ومعارفٌ | يتميز الرجحان في ميزانها |
قل للمفاخرِ سادة ً قرشية ً | ما أنتَ يوم الفخر منفرسانها |
فهمُ الجبال الراسيات وإنَّهم | بين الجبال الشمّ شم رعانها |
بَنَت المباني في العلى آباؤه | من قبله فبنى على بنيانها |
ما زلت أبصر منك كل أبيَّة ٍ | ما كان غيرك آخذاً بعنانها |
حتى إذا بلغتْ سماوات اللعلى | رفقتكَ حينئذٍ على كيوانها |
نفسٌ لعمرك في النفوس زكية ٌ | الله فضَّلها على أقرانها |
ما فوق أيديه لذي شرفٍ يدٌ | لا في سماحتها ولا إحسانها |
كم من يدٍ لكَ في الجميل ونعمة ٍ | تَسْتَغرِقُ العافين في طوفانها |
فالسَّعدُ والإقبالُ من خدّامها | والعالم العلويُّ من أعوانها |
ذاتٌ مطهّرة ومجدٌ باذخٌ | في سرّها لطف وفي إعلانها |
لله فيه سريرة ٌ نبوية ٌ | عرفتْ جميع الخلق رفعة شانها |
نشرت صحائف فضله بين الورى | فقرأت سطر المجد من عنوانها |
إنّي لأشكرُ من جميلك نعمة ً | وأعوذُ بالرحمن من كفرانها |
ألبستها منك الجميل صنايعاً | سطعت بطيب الشكر من أردانها |
ها أَنْتَ في الأشرافِ واحد عصرها | ونجيبُ عنصرها رضيعٌ لبانها |
إلاّ تنلْ قومٌ علاك فإنَّهم | طالوا وما بلغوا رفيع مكانها |
أَوْ عُدَّت الأَعيان من نُقبائها | ما كنتَ إلاّ العينَ من أعيانها |
إنَّ القوافي في مديحك لم تزل | تُثني عليك بلفظها ولسانها |