إنَّ البلابلَ تستحثُّ الآنَ أوتارَ الغناءْ |
شجرٌ وشيءٌ من يديكَ على الطريقْ |
وأنا رصيفُ البرتقالْ |
وقفتْ أريحا في صفدْ |
وتعانقتْ مدنُ البلدْ |
كانت خديجة تكتبُ الوطنَ الكبيرَ على النوافذِ |
واشتعالاتِ الصباحْ |
تفّاحة للقدسِ حيفا |
ورجا يغنّي للربيعِ نشيدَهُ |
الأرضُ قافيةٌ وما بينَ الدماءْ |
هذا صباح الخير والوطن الحبيبْ |
لحجارةٍ في الضفّةِ انتشرتْ يداهْ |
ومنَ الأصابعِ للأصابعِ كانت الأشجار تأتي |
ورجا يغنّي |
لحجارةٍ في الضفةِ انتشرتْ يداهْ |
وعلى المدى كان الجنودُ يوزّعونَ رصاصهمْ |
يتصايحونَ .. ويقتلونَ .. ويقتلونْ |
كانتْ خديجةُ تشعلُ الأحجارَ ترسلها |
قنابلْ .. |
يا ليلُ .. إنَّ الليلَ زائلْ .. |
كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ .. |
والطرقاتُ تغلي .. |
ورجا يقاتلْ .. |
الأرضُ أرضي والبلادْ .. |
سقطتْ خديجةُ في جفونِ البرتقالْ |
كانَ الجنودُ يوزّعونْ |
ورجا يحبّ التربةَ السمراءَ يعبدها ويأتي |
كانتْ خديجةُ والظلالْ |
يأتي ويأتي .. ثم .. يأتي |
عرسٌ هي الأرض النشيدْ |
وزنودهمْ .. |
كانتْ على الطرقات تغلي |
عرسٌ هي الأرض النشيدْ |
ومنَ الوريدِ إلى الوريدْ |
كانتْ توزّع وجهها |
الكرملُ الآنَ الخليلْ |
يافا تشدّ يدَ الجليلْ |
ومن الطريق إلى الطريقِ تدفق الوطن الكبيرْ |
اليومَ يومُ الأرضِ فاقرأْ … |
لفّتْ على الجذرِ العميقِ رجالَها .. |
راحت تدقّ الفجرَ فانفتحَ النشيدْ .. |
قال الصغير لأمّه ِ |
يا أمّ لون الشمسِ أحلى |
والبرتقالُ اليوم أطيبْ |
وتدفّقَ الولد الصغير على الطريقْ |
كانت جذوع السنديانْ |
قال الصغير لأمهِ |
إنّ الجذوعَ اليومَ أصلبْ .. |
كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ .. |
وارتطموا .. |
ضحك الصغير لأمّه ِ |
ضمّتهُ فانتشرت يداهْ .. |
* * * |
تتمخَّضُ الأرضُ الغمامَ على النشيدْ |
هذا أوان الشدِّ .. فامتدّي |
يتأخر الشهداء في حفظ التفاصيل |
الصغيرةِ |
يحفظونَ الآنَ أسماءَ البلادِ جميعها |
وجميعَ أسماءِ السنابلْ |
كانتْ خديجةُ تدخل القمح المعبَّأَ بالغد الآتي |
وترحلُ في زغاريد البلادْ |
يتأخّر الشهداء في حفظ التفاصيل الصغيرة .. |
يرحلون الآنَ في دمهمْ .. |
وتطلعُ طرحةُ العرسِ الحكايا .. |
قبلة ً بينَ النشيد وبينَ رائحة الترابِ .. |
وبينَ شعبٍ لا يساومْ |
برتقالات ٍ رحلنَ إلى الموانئ فاختصرنَ |
الموجةَ َ الأولى .. |
ذراعاً .. كانت الأشجار تضحكُ |
أو تغنّي حلمها .. |
واشتدَّ في الشهداء نبض الأرضِ |
فانتصبتْ .. |
لهم زيتونة في الدار ما جفّتْ |
تصبّ الزيتَ فوق يدينِ آتيتين من منفى |
وعرس الأرض طرحتهم .. |
وكان نشيدهم أعلى من الطرقاتِ |
من قاماتِ هذا الليلِ .. |
من حقدٍ يحاصرهمْ .. |
* * * |
قال الصغير لأمّهِ .. |
وقفتْ أريحا في صفدْ .. |
وأنا أحبّ التربةَ السمراء يا أمي |
الكرملُ الآنَ الخليلْ |
يافا تشدّ يد الجليلْ |
الشمس أحلى .. |
والبرتقال اليوم أطيبْ |
الشعبُ كان على الطريقْ |
ما زال يمضي .. |
يمضي ويمضي .. ثم يمضي .. |
ضحكَ الصغير لأمّهِ .. |
ضمتهُ فانتشرتْ يداهْ .. |