ووجهي كان في السنوات
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سأمضي مثلما المطرُ | ولا أرتد عن عينيكِ | حين تشدني الصورُ | فبلغ كل من مروا | وبلغ كل من عبروا | ومن شدتهم الأشواق فانهمروا .. | وبلغ كل من وصلوا إلى دمهمْ .. | بأني دائماً أمضي إلى تفاحيَ الأحمرْ | إلى ظلي | إلى منديلِ عاشقةٍ | يداها زعترٌ .. زعترْ | سأرمي جسميَ المبتل بالأشواقِ | أعصرهُ .. | على الكفين برقوقاً | وشمساً للهوى الأخضرْ | أنا قد جئت من يدها إلى يدها | لأشعلَ في دروبِ الحب أغنيتي | وموالي | لأشعل نغمة العشاق قافيةً | وأتبع كل من شدوا | إليها الخطوَ واشتدوا | وأتبع كل من رحلوا | لفيض دمائهم وصلوا | وأتبع من يوزعني | على أبوابها .. مطراً .. | ويصرخ في شوارعها | أتى العشاق يا حيفا .. | إليك إليك قد عبروا .. | * * * | يفاجئني على دربِ الهوى دربي | وينثرني على الطرقات موالاً | ودبكة عاشقٍ يمضي | إلى جذر يمدُّ .. | يمدني عبقاً | فأمسك أول التاريخ في كفي | أرى وجهاً .. | ينام على ذراع الأرض يحضنها | أرى ألقاً .. | وأولُ نبتةٍ نامت على زند الهوى | وجهي .. | وأولُ نغمة شدتْ | ضلوعَ الأرض وامتدَّتْ | وسيجتِ الندى وجهي .. | ووجهي يعبر السنوات | * * * | فوق الزهر .. في الأشجارِ | في المدن التي راحت تلمُّ ملامحي .. | تمضي .. | وفي الماء الذي يخضرُّ | في جذر الزنود السمرِ .. | في الأحجارِ | كيف أغيب عن وجهي | جذوري .. قامتي .. أرضي .. | وتاريخي .. | فبلغ كل من عبروا .. | ومن مروا إلى دنيا ملامحهم | ومن دخلوا ضلوع الشمس | من وجدوا قصائدهم | وقاماتٍ لهم بقيتْ | على الأشجار .. في الأشجار .. تنتظرُ | بأنَّ دمي سياجُ الحب | حين الأرض فوق الضلع | والكفين تنتشر .. | * * * | لك الحبق | وحيفا من جنون الشوق | يسبق خطوها العبق | تنام إذا الصباح نأى | وكل زمانها فلق | إذا ما جاءها الشهداء | تحضنهمْ | وتصرخ منكم الألق | إلى دمكم | تسير وتركض الطرق | لكِ الحبقُ | سنرجع لن نرد الخطو عن درب مشيناهُ | سنرجع للبلاد غداً .. إلى وطن حملناهُ | إلى دنيا ملامحنا .. | إلى معنى توهجنا .. | سنرجع شمسنا اقتربتْ | وحيفا ترقب الطرقات .. | لن نرتد .. واقتربتْ | تلاحمت الزنود دنتْ | وحيفا ترقب الطرقات | عودتنا هنا اشتعلتْ | وحيفا ترقب الطرقات | يزهر ثوبها الأخضرْ .. | تشد القلب والخطوات | تصرخ .. إنهمْ عادوا .. | مع الطلقات قد عادوا | مع البرقوق قد عادوا | لطرحة عرسهم عادوا .. | لموال الجذور السمر قد عادوا | وحيفا لا تنام الآن | خطوتهم على الأبواب قد عادوا | وعادوا للجذور السمر | قد عادوا .. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (طلعت سقيرق) .