أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ | وَوَادِي الْعَوِيرِ دُونَنَا والسَّوَاجِرُ |
تخطّى إلينا ركنَ هيفٍ وحافرًا | طروقًا وأنّى منكَ هيفٌ وحافرُ |
وَأبْوَابُ حُوَّارِينَ يَصْرِفْنَ دُونَنَا | صَرِيفَ الْمَحَالِ أقْلَقَتْهُ الْمَحَاوِرُ |
فقلتُ لها فيئي فإنَّ صحابتي | سِلاَحِي وَفَتْلاَءُ الذِّرَاعَيْنِ ضَامِرُ |
وَهَمٍّ وَعَاهُ الصَّدْرُ ثُمَّ سَمَا بِهِ | أخُو سَفَرٍ والنَّاعِجَاتُ الضَّوَامِرُ |
وَلَنْ يُدْرِكَ الْحَاجَاتِ حَتَّى يَنَالَهَا | إلَى ابْنِ أبي سُفْيَانَ إلاَّ مُخَاطِرُ |
فإنَّ لنا جارًا علقنا حبالهُ | كغيثِ الحيا لا يجتويهِ المجاورُ |
وأُمّاً كَفَتْنَا الأُمَّهَاتِ حَفِيَّة ً | لها في ثناءِ الصّدقِ جدٌّ وطائرُ |
فَمَا أُمُّ عَبْدِالله إلاَّ عَطِيَّة ٌ | مِنَ اللَّهِ أعْطَاهَا أمْرَءاً فَهْوَ شَاكِرُ |
هيَ الشّمسُ وافاها الهلالُ ، بنوهما | نُجُومٌ بِآفاقِ السَّمَاءِ نَظَائِرُ |
تذكّرهُ المعروفَ وهيَ حييّة ٌ | وذو اللّبِّ أحيانًا معَ الحلمِ ذاكرُ |
كَمَا اسْتَقْبَلَتْ غَيْثاً جَنُوبٌ ضَعِيفَة ٌ | فَأَسْبَلَ رَيَّانُ الْغَمَامَة ِ مَاطِرُ |
تصدّى لوضّاحِ الجبينِ كأنّهُ | سراجُ الدّجى تجبى إليهِ السّوائرُ |
فقلَّ ثناءً منْ أخٍ ذي مودّة ٍ | غدا منجحَ الحاجاتِ والوجهُ وافرُ |
تخوضُ بهِ الظّلماءَ ذاتُ مخيلة ٍ | جُمَالِيَّة ٍ قَدْ زَالَ عَنْهَا الْمُنَاظِرُ |
ورودٌ سبنتاة ٌ تسامي جديلها | بِأسْجَحَ لَمْ تَخْنِسْ إلَيْهِ الْمَشَافِرُ |
وَعَيْنٍ كَمَاءِ الْوَقْبِ أشْرَفَ فَوْقَهَا | حجاجٌ كأرجاءِ الرّكيّة ِ غائرُ |
مِنَ الْغِيدِ دَفْوَاءُ الْعِظَامِ كَأنَّهَا | عقابٌ بصحراءِ السّمينة ِ كاسرُ |
يحنُّ منَ المعزاءِ تحتَ أظلّها | حصًى أوقدتهُ بالحزومِ الهزاجرُ |
كما نفحتْ في ظلمة ِ اللّيلِ قينة ٌ | عَلَى فَحَمٍ شُزَّانُهُ مُتَطَايِرُ |
فَلَمَّا عَلَتْ ذَاتَ السَّلاَسِلِ وانْتَحَتْ | لَهَا مُصْغِيَاتٌ لِلنَّجَاءِ عَوَاسِرُ |
قوالصُ أطرافِ المسوحِ كأنّها | بِرِجْلَة ِ أحْجَاءٍ نَعَامٌ نَوَافِرُ |
سراعُ السّرى أمستْ بسهبٍ وأصبحتْ | بِذِي الْقُورِ يُغْشِيهَا الْمَفَازَة َ عَامِرُ |
أشمُّ طويلُ السّاعدينِ كأنّهُ | يُحَاذِرُ خَوْفاً عِنْدَهُ وَيُحَاذِرُ |
قليلُ الكرى يرمي الفلاة َ بأركبٍ | إذا سالمَ النّومَ الضّعافُ العواورُ |
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ | بذي نبقٍ زالتْ بهنَّ الأباعرُ |
دَعَاهَا مِنَ الْحَبْلَيْنِ حَبْلَيْ ضَئِيدَة ٍ | خيامٌ بعكّاشٍ لها ومحاضرُ |
تَحَمَّلْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً | بذاتِ العلندى حيثُ نامَ المفاجرُ |
وعالينَ رقمًا فارسيًّا كأنّهُ | دَمٌ سَائِلٌ مِنْ مُهْجَة ِ الْجَوْفِ نَاحِرُ |
فلمّا تركنَ الدّارَ قلتُ منيفة ٌ | بقرّانَ منها الباسقاتُ المواقرُ |
أوِ الأثلُ أثلُ المنحنى فوقَ واسطٍ | مِنَ الْعِرْضِ أوْ دَانٍ مِنَ الدَّوْمِ نَاضِرُ |
فحثَّ بها الحادي الجمالَ ومدّها | إلى اللَّيْلِ سَرْبٌ مُقْبِلُ الرِّيْحِ بَاكِرُ |
فلا غروَ إلاّ قولهنَّ عشيّة ً | مَضَى أهْلُنَا فَارْفَعْ فَإِنَّا قَوَاصِرُ |
فأفْرَغْنَ فِي وادِي الأُمَيِّرِ بَعْدَمَا | ضَبَا الْبِيدَ سَافِي الْقَيْظَة ِ الْمُتَنَاصِرُ |
نَوَاعِمُ أبْكَارٌ تُوَارِي خُدُورَهَا | نعاجُ الملا نامتْ لهنَّ الجآذرُ |
وَنَكَّبْنَ زُوراً عَنْ مُحَيَّاة َ بَعْدَمَا | بَدَا الأَثْلُ أثْلُ الْغِينَة ِ الْمُتَجَاوِرُ |
وَقَالَ زِيَادٌ إذْ تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ | أرَى الْحَيَّ قَدْ سَارُوا فَهَلْ أنْتَ سَائِرُ |
إذا خبَّ رقراقٌ منَ الآلِ بيننا | رَفَعْنَا قُرُوناً خَطْوُهَا مَتَوَاتِرُ |
مَطِيَّة َ مَشْعُوفَيْنِ أفْنَى عَرِيكَهَا | رواحُ الهبلِّ حينَ تحمى الظّهائرُ |
فجاءتْ بكافورٍ وعودِ ألوّة ٍ | شَآمِيَة ٍ تُذْكَى عَلَيْهَا الْمَجَامِرُ |