قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
قفِ العنسِ في أطلالِ ميَّة َ فاسألِ | رسوماً كأخلاقِ الرِّداءِ المسلسلِ |
أظُنُّ الذَّي يُجْدي عَلَيْكِ سُؤَالُهَا | دُمُوعاً كَتَبْذِيرِ الْجُمَانِ الْمُفَصَّلِ |
وَمَا يَوْمُ حُزْوى إِنْ بَكَيْتُ صَبَابة ً | لعرفانهِ ربعٍ أو لعرفانِ منزلِ |
وَكُلَّ أَحَمِّ الْمُقْلَتَيْنِ كَأَنَّهُ | بأجرعِ مرباعٍ مربِّ محلَّلِ |
عفتْ غيرَ آريٍّ وأعضادِ مسجدِ | وَسُفْعٍ مُنَاخَاتٍ رَوَاحِلَ مِرْجَلِ |
تَجُرُّ بِهَا الدَّقْعَآءَ هَيْفٌ كَأَنَّمَا | تَسُحُّ التُّرَابَ مِنْ خَصَاصَاتِ مُنْخَلِ |
كستها عجاجَ البرقينِ وراوحتْ | بذيلٍ من الدَّهنا على الدَّارِ مرفلِ |
دعتْ ميَّة ُ الأعدادُ واستبدلتْ بها | خناطيلَ آجالٍ من العينِ خذِّلِ |
تَرَى الثَّوْرَ يَمْشِي رَاجِعاً مِنْ ضَحَآئِهِ | بِهَا مِثْلَ مَشْي الْهِبْرِزِي الْمُسَرْوَلِ |
إلى كلِّ بهوٍ ذي أخٍ يستعدهُ | إِذَا هَجَرَتْ أَيَّامُهُ لِلتَّحَوُّلِ |
تَرَى بَعَرَ الصِيرَّانِ فِيهِ وحَوْلَهُ | جَدِيداً وَعَامِيّاً كَحَبِ الْقَرَنْفُلِ |
أبنَّ بهِ عودُ المباءة ِ طيِّبٌ | نَسِيمَ البِنَانِ فِي الْكِنَاسِ الْمُظَلَّلِ |
إذا ذابتْ الشَّمسُ اتَّقى صقراتها | بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَة ِ مُعْبِلِ |
يحفِّرهُ عنْ كلِّ ساقٍ دفينة ٍ | وَعنْ كُلِّ عِرْقٍ فِي الثَّرَى مُتَغَلغْلِ |
تَوَخَّاهُ بِالأظْلاَفِ حَتى َّ كَأَنَّمَا | يثيرُ الكبابَ الجعدَ عنْ متنِ محملِ |
وَكُلَّ مُوَشَّاة ِ الْقَوَائِمِ نَعْجَة ٍ | لَهَا ذَرَعٌ قَدْ أَحْرزَتْهُ وَمُطْفِلِ |
تَرِيعُ لَهُ رَيْعَ الْهِجَانِ وَأَقْبَلَتْ | لَهَا فِرَقُ الآجَالِ مِنْ كُلِّ مَقْبَلِ |
أخو الإنسِ منْ طولِ الخلاءِ مغفَّلِ | |
يُصِرّفُ لِلأَصْوَاتِ جيِداً كَأَنَّهُ | إذا برقتْ فيهِ الضُّحى صفحَ منصلِ |
وَآدَمَ لبَّاسٍ إِذَا وَضَّحَ الضُّحَى | لأَفْنَانَ أَرْطَى الأَقْدحَيْنِ الْمُهَدَّلِ |
فيا كرمَ السَّكنِ الذينَ تحمَّلوا | منَ الدَّارِ والمستخلفِ المتبدِّلِ |
وَأَضْحَتْ مَبَادِيهَا قِفَاراً بِلاَدُهَا | كأنْ لمْ سوى أهلٍ منْ الوحشِ تؤهلُ |
كأنْ لمْ تحلَّ الرُّزقَ ميٌّ ولمْ تطأ | بِجَرْعَآءِ حُزْوَى ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ |
إلَى مَلْعَبٍ بَيْنَ الْحِوآءَيْنَ مَنْصَفٍ | قَرِيبِ الْمَزَارِ طَيِّبِ التَّرْبِ مُسْهَلِ |
تلاقى بهِ حورُ العيونِ كانَّها | مها عقدٍ محرَ نجمٍ غيرِ مجفلِ |
ضَرَجْنَ الْبُرُودَ عَنْ تَرَآئِبِ حُرَّة ٍ | وعنْ أعينٍ قتلننا كلَّ مقتلِ |
إِذَا مَا الْتَقَيْنَ مِنْ ثَلاَثٍ وَأْرْبَعٍ | تَبَسَّمْنَ إيِمَاضَ الْغَمَامِ الْمُكَلَّلِ |
يُهَادِينَ جَمَّآءَ الْمَرَافِقِ وَعْثَة ً | وَلَمْ يَزْحَلِ الْحَيُّ النَّوَى كُلَّ مَزْحَلِ |
أَنَاة ً بَخَنْدَاة ً كَأَنَّ إِزَارَهَا | إِذَا انْجَرَدَتْ مِنْ كُلَّ دِرْعٍ وَمِفْضَلِ |
على عانكٍ منْ رملِ يبرينَ رشَّهُ | أهاضيبُ تلبيدٍ فلمْ يتهيَّلِ |
هَضِيمَ الْحَشَى يَثْنِي الذّرَاعَ ضَجيِعُهَا | عَلَى جِيدِ عَوْجَآءِ الْمُقَلَّدِ مُغْزِلِ |
تعاطيهِ أحياناً إذا جيدَ جودة ً | رضاباً كطعمِ الزَّنجبيلِ المعسَّلِ |
وَتَأْتِي بِأَطْرَافِ الشّفَاهِ تَرَشُّفاً | عَلَى وَاضِحِ الأَنْيَابِ عَذْبِ الْمُقَبَّلِ |
رشيفَ الهجانينِ الصَّفا رقرقتْ بهِ | عَلَى ظَهْرِ صَمْدٍ بَغْشَة ٌ لَمْ تُسَيِّلِ |
عَقِيلَة ُ أَتْرَابٍ كَأَنَّ بِعَيْنِهَا | إِذَا اسْتَيْقَظَتْ كُحْلاً وَإِنْ لَمْ تُكَحِّلِ |
إذا أخذتْ مسواكها صقلتْ بهِ | ثَنَايَا كَنَوْرِ الأُقْحُوَانِ الْمُهَطَّلِ |
لياليَ ميٌّ لمْ يحاربكَ أهلها | |
تقاربُ حتى يطمعَ التَّابعُ الصِّبا | وليستْ بأدنى منْ إيابِ المنخَّلِ |
ألاَ رُبَّ ضَيْفٍ لَيْسِ بِالضَّيْفِ لَمْ يَكُنْ | لِيَنزِلَ إِلاَّ بِامْرِىء ٍ غَيْرِ زُمَّلِ |
أتاني بلا شخصٍ وقدْ نامَ صحبتي | فبتُّ بليلِ الآرقِ المتململِِ |
فلما رأيتُ الصُّبحَ أقبلَ وجههُ | عليَّ كإقبالِ الأغرِّ المحجَّلِ |
رفعتْ لهُ رحلي على ظهرِ عرمسٍ | رواعِ الفؤادِ حرَّة ِ الوجهِ عيطلِ |
طوتْ لقحاً مثلَ السِّرارِ فبشَّرتْ | بِأَسْحَمَ رَيَّانِ الْعَسِيبِة مُسْبَلِ |
إِذَا هِيَ لَمْ تَعْسِرْ بِهِ ذَنّبَتْ بِهِ | تُحَاكِي بِهِ سَدْوَ النَّجَاة ِ الْهَمْرْجَلِ |
كما ذبَّبتْ عذراءُ غيرُ مشيحة ٍ | بعوضَ القرى عنْ فارسيٍّ مرفَّلِ |
بِأَذْنَابِ طَاؤُوسَيْنِ ضَمَّتْ عَلَيْهِمَا | جميعاً وقامتْ في بقيرٍ ومرفلِ |
كأنّ حبابيْ رملة ٍ حبوا لها | بِحَيْثُ اسْتَقَرَّتْ مِنْ مُنَاخٍ وَمُرْسَلِ |
مُغَارٌ وَمَشْزُورٌ بَدِيِعَانِ فِيهِمَا | شَنَاحٍ كَصَقْبِ الطَّآئِفِ الْمُتَنَخَّلِ |
تزمُّ بي الأركوبَ أدماءُ حرَّة ٌ | نهوزٌ وإنْ تستذملِ العيسُ تذملِ |
سنادٌ سبنتاة ٌ كأنَّ محالها | ضريسٌ بطيٍّ منَ صفيحٍ وجندلِ |
رَعَتْ مُشْرِفاً فَالأَحْبُلَ الْعُفْرَ حَوْلَهُ | إلى رمثِ خزوى في عوازبَ أبَّلِ |
ذَخيِرَة َ رَمْلٍ دَافَعَتْ عَقِداتُهُ | أذى الشَّمسِ عنها بالرُّكامِ العقنقلِ |
مكوراً وجدراً من رخامى وخلقهِ | وَمَا اهْتَزَّ مِنْ ثُدَّآئِهِ الْمُتَرَبِّلِ |
هَجَآئِنَ مِنْ ضَرْبِ الْعَصَافِيرِ ضَرْبُهَا | أَخَذْنَا أَبَاهَا يَوْمَ دَارَة ِ مَأْسَلِ |
تُخَالُ الْمَهَى الْوَحْشِي لَوْلاَ تُبِينُهَا | شُخُوصُ الذُّرَى لِلنَّاظِرِ الْمُتَأمِلِ |
يَسُوفُ بِهِ التَّالِي عُصَارَة َ خَرْدَلِ | وجوزاءها استغنينَ عنْ كلِّ منهلِ |
وعارضنَ ميَّاسَ الخلاءِ كأنَّما | يَطُفْنَ إذَا رَاجَعْنَهُ حَوْلَ مِجْدَلِ |
كأنَّ على أنسائهنَّ فريقة ً | إذا ارتعنَ منْ ترجيعِ آدمَ سحبلِ |
بِأَصْفَرِ وَرْدٍ آلَ حَتَّى كَأَنَّمَا | |
وَكَآئِنْ تخَطَّتْ نَاقَتي مِنْ مَفَازَة ٍ | وَمِنْ نَآئِمٍ عَنْ لَيْلِهَا مُتَزَمِّلِ |
وَمِنْ جَوْفِ مَآءٍ عَرْمَضُ الْحَوْلِ فَوْقَهُ | متى يحسُ منهُ مائحُ القومِ يتفلِ |
بِهِ الذِّئْبُ مَحْزُوناً كَأَنَّ عُوَاءَهُ | عواءُ فصيلٍ آخرَ الليلِ محثلِ |
يَخُبُّ وَيَسْتَنْشي وَإِنْ تَأْتِ نَبْأة ٌ | على سمعهِ ينصبْ لها ثمَّ يمثلِ |
أفَلَّ وَأَقْوَى فَهْوَ طَاوٍ كَأَنَّمَا | يُجَاوِبُ أَعْلَى صَوْتِهِ صَوْتُ مُعْوِلِ |
وَكَمْ جَاوَزَتْ مِنْ رَمْلَة ٍ بَعْدَ رَمْلَة ٍ | وَصَحْرَاءَ خَوْقَآءِ الْمَسَافَة ِ هَوْجَلِ |
بها رفضٌ منْ كلِّ خرجاءِ صعلة ٍ | وأخرجَ يمشي مثلَ مشيِ المخبَّلِ |
عَلَى كَلِّ خَرْبَآءَ رَعِيلٌ كَأَنَّهُ | حَمُولَة ُ طَالٍ بِالْعَنِيَّة ِ مُهْمِلِ |
ومنْ ظهرِ قفِّ منْ تطأهُ ركابهُ | على سفرٍ في صرَّة ِ القيظِ ينعلِ |
تظلُّ بهِ أيدي المهارى كأنَّها | مَخَاريِقُ تَنْبُو عَنْ َسَياسيَّ قُحَّلِ |
ترى صمدهُ في كلِّ ضحِّ تعينهُ | حرورٌ كتشعالِ الضِّرامِ المشعَّلِ |
يُدَوِّهُ رقْرَاقُ السَّرَابِ برَأْسِهِ | كما دوَّمتْ في الخيطِ فلكة ُ مغزلِ |
وَيُضْحي بِهِ الرَّعْنُ الْخُشَامُ كَأَنَّهُ | وراءَ الثنايا شخصُ أكلفِ مرقلِ |
لَعَلَّكَ يَا عَبْدَ امْرِىء الْقَيْسِ مُقْعِيا | بمرأة ِ فعلَ الخاملِ المتذلِّلِ |
مسامٍ إذا اصطكَّ العراكُ وأزحلتْ | أَبَاكَ بَنُو سَعْدٍ إِلَى شَرِّ مُزْحَلِ |
بِقَوْمٍ كَقَوْمِي أَوْ لَعَلَّكَ فَاخِر | بخالٍ كزادِ الرّكبِ أو كالشَّمردلِ |
وَمُعْتَدِّ أَيَّامءٍ كَأَيَّامِنَا الَّتِي | رَفَعْنَا بِهَا سَمْكَ الْبِنَآءِ الْمُطَوَّلِ |
كَيَوْمِ ابْنِ هِنْدٍ وَالْجِفَارِ وَقَرْقَرَى | وَيَوْمٍ بِذي قَارٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ |
إذَا الخَيْلُ مِنْ وَقْعِ الرِمّاحِ كَأَنَّهَا | وعولٌ أشارى والوغى غيرُ منجلِ |
وقدْ جرَّدَ الأبطالُ بيضاً كأنَّها | مَصَابِيحُ تَذْكُو بِالذُّبالِ الْمُفَتَّلِ |
على كلِّ منشقِّ النِّسا متمطِّرِ | أَجَشَّ كَصَوْبِ الْوَابِلِ الْمُتَهَلِّلِ |
وَشَوْهَآءَ تَعْدُو بي إِلَى صَارِخِ الْوَغَى | بمتسلئمٍ مثلَ البعيرِ المدجَّلِ |
متى ما يواجهها ابنُ أنثى رمتْ بهِ | معَ الجيشِ يبغيها المغانمَ تثكلِ |
ونحنُ انتزعنا منْ شميطٍ حياتهُ | جِهَازاً وَعَصَّبْنَا شُتَيْراً بِمُنْصَلِ |
ونحنُ انتجعنا أهلنا بابنِ جحدرٍ | تُعَنِيّه أَغْلاَلُ الأَسِيرِ الْمُكَبَّلِ |
وملتمسٌ يا ابنَ امرئِ القيسِ إنْ رمتْ | بكَ الحربُ جاليْ صعبة ِ المترجَّلِ |
قتيلاً كبسطامٍ ترامتْ رماحنا | بِهِ بَيْنَ أَقْوَازِ الكَثيِبِ الْمُسَلْسَلِ |
وعبدَ يغوثَ استنزلتهُ رماحنا | ببطنِ الكلابِ بينَ غابٍ وقسطلِ |
عشيَّة َ يدعو الأ يهمينِ فلمْ يجبْ | ندى صوتهِ إلاَّ بقتلِ معجَّلِ |
عليكَ امرأَ القيسِ التمسْ منْ فعالها | ودعْ مجدَ قومٍ أنتَ عنهمْ بمعزلِ |
تَجِدْهُ بِدَارِ الذّلِّ مُعْتَرِفاً بِهَا | إذا ظعنَ الأقوامُ لمْ يتحوَّلِ |