يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا | سافي العجاجِ على ميثائها الكدرا |
قدْ هجتُ يومَ اللِّوى شوقاً طرفتْ بهِ | عَيْنِي فَلاَ تُعْجِمِي مِنْ دُونِيَ الْخبَرَا |
يَقُولُ بِالزُّرْقِ صَحْبِي إِذْ وَقَفْتُ بِهِمْ | فِي دَارِ مَيَّة أَسْتَسْقِي لَهَا الْمَطَرَا |
لو كانَ قلبكَ منْ صخرٍ لصدَّعهُ | هَيْجُ الدّيَاِر لَكَ الأَحْزَان وَالذِّكَرَا |
وزفرة ٌ تعتريهِ كلَّما ذكرتْ | ميٌّ لهُ أو نحا منْ نحوها البصرا |
غرَّاءُ آنسة ٌ تبدو بمعقلة ٍ | إِلَى سُوَيْقَة َ حَتَّى تَحْضُرَ الْحَفَرَا |
تشتوِ إلى عجمة ِ الدُّهنا ومربعها | روضٌ يناصي أعالي ميثهِ العُفرا |
حَتَّى إذَا هزَّتِ الْبُهْمَى ذَوَآئِبَهَا | في كلِّ يومٍ ييشهَّى البادي الحضرا |
وزفزفتْ للزِّبانى منْ بوارحها | هيفٌ أنشَّتْ بها الأصناعَ والخبرا |
ردُّوا لأحداجهمْ بزلاً مخيَّسة ً | قدْ هرملَ الصَّيفُ عنْ أكتافها الوبرا |
تَقْرِي الْعَلاَبِيَّ مُصْفَرَّ الْعَصِيمِ إِذَا | جفَّتْ أخاديدهُ جوناً إذا انعصرا |
كأنَّهُ فلفلٌ جعدٌ يدحرجهُ | نَضْخُ الذَّفَارَى إِذَا جَوْلاَنُهُ انْحَدَرَا |
شافوا عليهنَّ أنماطاً شآمية ً | عَلَى قَناً أَلْجَأَتْ أَظْلاَلُهُ الْبَقَرَا |
أشبهنهُ النَّظرة َ الأولى وبهجتهُ | وهنَّ أحسنُ منهُ بعد ما صورا |
منْ كلِّ عجزاءَ في أحشائها هضمٌ | كَأَنَّ حَلْيَ شَوَاهَا أُلْبِسَ الْعُشَرَا |
لمياءُ في شفتيها حوَّة ٌ لعسٌ | كَالشَّمْس لَمَّا بَدَتْ أَوْ تُشْبِهُ الْقَمَرَا |
حُسَّانَة ُ الْجِيدِ تَحْلُو كُلَّمَا ابْتَسَمَتْ | عنْ منطقٍ لمْ يكنْ عيِّاً ولا هذرا |
عَنْ وَاضِحٍ ثَغْرُهُ حُوٍّ مَرَاكِزُهُ | كَالأُقْحُوانِ زَهَتْ أَحْقَافُهُ الزَّهَرَا |
ثمَّ استقلَّوا فبتَّ البينُ واجتذبتْ | حبلَ الجوارَِ نوى عوجاءَ فانبترا |
مالزتُ أطردُ في آثارهمْ بصري | وَالشوْقُ يَقْتَادُ مِنْ ذي الْحَاجَة ِ الْبَصَرَا |
حتى أتى فلكُ الخلصاءِ دونهمْ | واعتمَّ قورُ الضُّحى بالآلِ واختدرا |
ريعُ السَّرابِ إذا ما خالطوا خمرا | |
كَأَنَّ أَظْعَانَ مَيٍّ إِذْ رَفَعْنَ لَنَا | بواسقُ النَّخلِ منْ بيرينَ أو هجرا |
يُعَارِضُ الزُّرْقَ هَادِيهِمْ وَيَعْدِلُهُ | حَتَّى إِذَا زَاغَ عَنْ تِلْقَآئِهِ اخْتَصَرَا |
إِذَا يُعَارِضُهُ وَعْثٌ أَقَامَ لَهُ | وَجْهَ الظَّعَائِنِ خَلٌّ يَعْسِفُ الضَّفِرَا |
حَتَّى وَرَدْنَ عِذَابَ الْمَآءِ ذَا بُرَقٍ | عدَّاً يواعدنهُ الأصرامَ والعكرا |
زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ بَعْدَ مَا رَحَلَتْ | عنا رحى جابرٍ والصُّبحُ قدْ جشرا |
بنفحة ٍ منْ خزامى فائجٍ سهلٍ | وَزَوْرَة ٍ مِنْ حَبِيبٍ طَالَ مَا هَجَرَا |
هَيْهَاتَ مَيَّة ُ مِنْ رَكْبٍ عَلَى قُلُصٍ | قَدِ کجْرَهَدَّ بِهَا الإِدْلاَجُ وَکنْشَمَرَا |
رَاحَتْ مِنَ الْخُرْجِ تَهْجِيراً فَمَا وَقَفَتْ | حتى أنفأى الفأوُ عنْ أعناقها سحرا |
أُدْمٌ أَحَنَّ لَهُنَّ الْقَانِصُ الْوَتَرَا | |
وَمَنْهَلٍ آجِنٍ قَفْرٍ مَحَاضِرُهُ | تذري الرِّياحُ على جمَّاتهِ البعا |
أَوْرَدْتُهُ قَلِقَاتِ الضُّفْرِ قَدْ جَعَلَتْ | تُبْدِي الأَخِشَّة ُ فِي أَعْنَاقِهَا صَعَرَا |
ترمي الفجاجَ بآذانٍ مؤلَّلة ٍ | وأعينٍ كتمٍ لا تشتكي السَّدرا |
للبدرِ بعدَ السَّرى مالتْ عمائمهمْ | شَارَفْتُمُ نَفَحَاتِ الْجُودِ مِنْ عُمَرَا |
كمْ جبتُ دونكَ منْ تيهاءَ مظلمة ٍ | تِيهٍ إِذَا مَا مُغَنِّي جِنِّهَا سَمَرَا |
وَمُزْبِدٍ مِثْلِ عُرْضِ اللَّيْلِ لُجَّتُهُ | يهلُّ شكراً على شطَّيهِ منْ عبرا |
أنتَ الرَّبيعُ إذا مالم يكنْ مطرٌ | والسَّائسُ الحازمُ المفعولُ ما أمرا |
مازلتَ في درجاتِ الأمرِ مرتقياً | تسمو ويرمي بكَ الفرعانُ منْ مضرا |
حَتَّى بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلى َ أَحَدٍ | إِلاَّ عَلى َ أَحَدٍ لاَ يَعْرِفُ الْقَمَرَا |
أَنَا وَإِيَّاكَ أَهْلُ الْبَيْتِ يَجْمَعُنَا | حَسَّانُ في بَاذخٍ فَخْرٌ لِمَنْ فَخَرَا |
مجدِ العديِّينَ جدَّاكَ اللَّذانْ هما | كَانَا مِنَ الْعَرَبِ الأَنْفَيْنِ وَالْغُرَرَا |
وَأَنْتَ فَرْعٌ إِلى َ عِيصَيْنِ مِنْ كَرَمٍ | قَدْ اسْتَالاَ ذُرَى الأَطْوَادِ وَالشَّجَرَا |
حَلَلْتَ مِنْ مُضَرَ الْحَمْرَآءِ ذِرْوَتَهَا | وباذخَ العزُّ منْ قيسٍ إذا هدرا |
والحيُّ قيسٌ حماة ُ النَّاسِ مكرمة ً | إِذَا الْقَنَا بَيْنَ فَتْقَيْ فِتْيَة ٍ خَطَرَا |
بنو فوارة َ عنْ آبائهمْ ورثوا | دعائمَ الشَّرفِ العاديَّة ِ الكبرا |
المانعونَ فما يسطاعُ ما منعوا | وَالْمُنْبِتُونَ بِجِلْدِ الْهَامَة ِ الشَّعَرَا |