لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ، | تحتَ السوابغِ تصمي مهجة َ البطلِ |
لعلّ طرفكَ من أسمائهِ ثعلٌ، | كذلكَ الرميُ منسوبٌ إلى ثعلِ |
لواحظٌ حاذرتْ ألحاظنا، فغدتْ | بصارِمِ الغُنجِ تَحمي وَردَة َ الخَجلِ |
لقد تعدتْ علينا غيرَ راحمة ٍ، | فظَلّلَ الحُسنُ ظِلاًّ غيرَ مُنتَقِلِ |
للهِ ليلتنا بالمجمعينِ، وقد | حالتْ، وتذكارها في القلبِ لم يحلِ |
ليل تَنَعمتُ في وصلِ الفتاة ِ بهِ، | حتى توهمتُ أنّ البدرَ من قبلي |
لمياءُ جادتْ لنا بالوصلِ، إذ علمتْ | أنّ الترحلَ قد زمتْ بهِ إبلي |
زلتْ إلى صدرها صدري مودعة ً، | وزَوّدَتني من الإرشافِ والقُبَلِ |
لمّا أحَسّتْ بوَشكِ البَينِ فانسفَحَتْ | دموعُ مُنتَحِبٍ في إثرِ مرتَحِلِ |
لاحتْ صروفُ النوى حزناً وقد نثرتْ | عَقيقَ أدمُعِها من نَرجسِ المُقَلِ |
لَجّتْ، فقُلتُ لها كَيما أُعَلّلها، | كمن يعللُ بعدَ النهلِ بالعللِ |
لَعَلّ إلمامَة ً بالجِزعِ نابتَة ً، | كيما يهبّ نسيمُ البرءِ في عللي |
لوتْ إليّ عنانَ الذلّ قائلة ً: | علامَ تعجل الأسفارِ والنقلِ |
لمن تؤملُ بالإعسارِ؟ قلتُ لها: | على ابنِ أرتقَ، بعدَ اللهِ، متكلي |
الباسِمِ الثّغرِ، والأبطالُ عابسَة ٌ، | والمخصبِ الربعِ، والأرضونَ في محلِ |
لمن أضاءَتْ بنُورِ اللَّهِ دولَتُه، | كأنها غرة ٌ في جبهة ِ الدولِ |
لهُ يَراعٌ، وعَضبٌ ما جَرى وبَرَى | إلاّ قضى ، ومضى بالرزقِ والأجلِ |
لُذنا بهِ، فرأينا من مَناقِبهِ | ما لاتشاهدهُ الأبصارُ في رجلِ |
لَيثٌ أضافَتْ سَجاياهُ حَماسَتَهُ | إلى السماحِ، وناطَ العلمَ بالعملِ |
لكَ الفَضائلُ، يا نجمَ المُلوكِ، لقد | جرَيتَ في المَجدِ جَريَ النّومِ بالمُقَلِ |
لَزِمتَ حَدّ التّقَى عن كلّ فاحشة ٍ، | حتى كأنكَ معصومٌ عن الزللِ |
لربّ لَيلِ عَجاجٍ كانَ أنجمَهُ | شهبُ الصفاحِ وأطرافُ القنا الذبلِ |
لذَّ الوغى للمواضي، فانثنتْ طرباً | به، وماسَ القَنا كالشّارِبِ الثَّمِلِ |
لولا فرارُ الأعادي من يَديكَ بهِ، | لأصبَحُوا في فَمِ الأيّامِ كالمَثَلِ |
لَقيتَهُم بجِيادٍ قد كَفِلَت لها | أن لا ترى الشوسُ منها صورة َ الكفلِ |
لي أيّها المَلِكُ المَنصورُ فيكَ فَمٌ | ما صاغَ قَبلَكَ تِبرَ المَدحِ في رَجُلِ |
لهوتُ عن مدحِ أهلِ الأرضِ مرتفعاً | عنهم، وعضبُ لساني غيرُ ذي قللِ |
لو كانَ مثلُكَ مَوجوداً نَظَمتُ بهِ | أضعافَ ما نَظَموا فيهِ ذووالطَّوَلِ |
لكَ الوِلاية ُ، فارْقَ في عُلاكَ على | هامِ السماكِ بعزّ غيرِ منتقلِ |