حيّ الرفاقَ، وطفْ بكأسِ الراحِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حيّ الرفاقَ، وطفْ بكأسِ الراحِ، | واطرزْ بكأسٍ حلة َ الأفراحِ |
حُثّ الكُؤوسَ إلى جُسومٍ أصبَحتْ | فيها المدام شريكة َ الأرواحِ |
حاشِ المدامَ، وعاطني مشمولة ً، | ظلتْ فسادي وهيَ عينُ صلاحي |
حمراءُ، لو تركَ السقاة ُ مزاجها، | أمستْ لنا عوضاً عن المصباحِ |
حجبَ الحبابُ شعاعها، فكأنهُ | شفقٌ تلهبَ تحتَ ذيلِ صباحِ |
حببٌ، تظلّ بهِ الكؤوسُ كأنها | خَصرُ الفَتاة ِ مُمَنطَقاً بوِشاحِ |
حكمَ الزمانُ، وغضّ عنّا طرفه، | يا صاحِ لا تقنعْ بأنكَ صاحِ |
حقُّ الصِّبا دينٌ علَيكَ فأدّهِ، | بالشربِ بينَ خمائلٍ ورداحِ |
حاكَ الحَيا حُلَلَ الرّبيعِ، فعَطّرَتْ | نَشَرَ الصَّبا بأريجِها الفَيّاحِ |
حللٌ، إذا بكتِ السحائبُ أشرقتْ | بخدودِ وردٍ، أو ثغورِ أقاحِ |
حيّا الحيا بأريجها، فترنحتْ | أعطافُها من غَيرِ نَشوَة ِ راحِ |
حملتْ، فأشرقَ زهرها، فكأنما | ضربتْ معاصمها يدُ القداحِ |
حبكَ الهنا بسمائهنّ خمائلاً، | تنقضّ فيها أنجمُ الأقداحِ |
حزنا السرورَ بها، وبتنا نجتلي | بنتَ الكُرومِ بغَيرِ عَقدِ نِكاحِ |
حَلّى الزّمانُ بجُودِهِ أجيادَنا، | وسَخَا، فألبَسَنا ثيابَ مِراحِ |
حتى انتهبنا العيشَ حتى كأنّه | مالُ ابنِ أرتقَ في يدِ المداحِ |
حامي النّزيلِ، إذا ألَمّ برَبعِهِ، | مُحيي الأنامِ بجُودِهِ السّحّاحِ |
حسُنَتْ بهِ الدّنيا، فكانَ أديمُها | عطلاً من التجميلِ والأوضاحِ |
حكمٌ رضيتُ بهِ فمدّ سماحهُ | ضيقي، وحيّا جودهُ بفلاحي |
حلتْ مكارمهُ عقالَ خصاصتي، | إذ راشَ من بَعدِ الخمولِ جَناحي |
حاربتُ دهري، مذ حللتُ بربعهِ، | وجَعلتُهُ عندَ المَضيقِ سِلاحي |
حسبي، إذا رمتُ الفخارَ من الورى ، | مغدايَ في أكنافهِ ورواحي |
حملتَ، نجمَ الدينِ، أعناقَ الورى | منناً جساماً من ندى ً وسماحِ |
حكمتَ في الأموالِ آمالَ العِدى ، | وجعلتَ شربَ المجدِ غيرَ صباحِ |
حازَ العُلى ، فسرَى بصارِمِ عَزمِهِ | يُغنيكَ عن خَطّية ٍ وصِفاحِ |
حزمٌ فتحتَ بهِ الأمورَ، وإنها | كالقفلِ محتاج إلى المفتاحِ |
حجّتْ إليكَ بَنو الرّحيلِ لعِلمِهِم | حقاً بأنّكَ كَعَبَة ُ المُدّاحِ |
حَرمٌ، إذا حَلّ الوُفُودُ برَبعِهِ، | قرنتْ عواقبُ سعيهم بنجاحِ |
حمِدوكَ جُهدَ المُستَطيعِ، وأثبَتوا | لعُلاكَ شُكراً ما لَهُ مِن ماحٍ |