أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ، | وأتَتكَ تحتَ مَدارعِ الظّلماءِ |
أصفَتكَ مِن بَعدِ الصّدودِ مَودّة ً، | وكذا الدواءُ يكونُ بعدَ الداءِ |
أحيَتْ بزَورَتِها النّفوسَ، وطالمَا | ضَنّتْ بها، فقَضَتْ على الأحياءِ |
أتتْ بليلٍ، والنجومُ كأنها | دُرَرٌ بباطِنِ خَيمَة زَرقاءِ |
أمستْ تعاطيني المدامَ، وبيننا | عَتبٌ غَنِيتُ بهِ عنِ الصّهباءِ |
أبكي، وأشكو ما لَقيتُ، فتَلتَهي | عن درّ ألفاظي بدرّ بكاءِ |
آبَتْ إلى جَسَدي لتَنظُرَ ما انتَهتْ | من بعدها فيهِ يدُ البرحاءِ |
ألفَتْ بهِ وقعَ الصّفاحِ، فراعَها | جزعاً، وما نظرتْ جراحَ حشائي |
أمصيبَة ً منّا بنَبلِ لِحاظِها | ما أخطأتهُ أسنّة ُ الأعداءِ |
أعجبتِ مما قد رأيتِ، وفي الحشا | أضعافُ ما عايَنتِ في الأعضاءِ |
أُمسِي، ولستُ بسالمٍ من طَعَنَة ٍ | نجلاءَ، أو من مُقلَة ٍ كَحلاءِ |
إن الصوارمَ واللحاظَ تعاهدا | أن لا أزالَ مزملاً بدمائي |
أجنتْ عليذ بما رأيتِ معاشرٌ، | نظروا إليّ بمقلة ٍ عمياءِ |
أكسَبتُهم مالي، فمذ طَلبوا دَمي | لم أشكُهم إلاّ إلى البَيداءِ |
أبعدتُ عن أرضِ العراقِ ركائبي | متنقلاً كتنقلِ الأفياءِ |
أرجو بقَطعِ البيدِ قَطعَ مَطامعي، | وأرومُ بالمَنصورِ نصرَ لوائي |
أدركتُهُ، فجعلتُ ألثمُ، فَرحَة ً | بِوُصولِهِ، أخفافَ نُوقِ رَجائي |
أضحى يهنيني الزمانُ بقصده، | ويُشيرُ كَفُّ العِزّ بالإيماءِ |
أومَتْ إليّ مُشيرَة ً أن لا تَخفْ، | وابشِرْ، فإنّكَ في ذُرَى العَلياءِ |
أبماردينَ تَخافُ خَطفة َ مارِدٍ، | وشهابُها في القلعة ِ الشبهاءِ |
ألهيتُ عن قومي بملكٍ عندهُ | تَنسَى البَنونَ فَضائلَ الآباءِ |
إنّي تركتُ النّاسَ حينَ وَجدتُهُ، | تَركَ التّيَمّمِ في وُجودِ الماء |
المرتقي فلكض الفخارِ، إذا اغتدى ، | ـرّاياتِ، بل بسَواكنِ الآراءِ |
أفنى جُيوشَ عُداتِهِ بخَوافِقِ الـ | |
أسيافُهُ نِقَمٌ على أعدائِهِ، | وأكَفُّهُ نِعَمٌ على الفُقَراءِ |
إن حلّ حلّ النهبُ في أركانهِ، | أو سارَ سارَ الخلفُ في الأعداءِ |
أمجندلِ الابطالِ، بل يا منتهى | الآمالِ، بل يا كعبة َ الشعراءِ |
أقَبلتُ نحوَكَ في سَوادِ مَطالبي، | حتى أتتني باليدِ البيضاءِ |
أُرقي إلى عَرشِ الرّجا رَبَّ النّدى ، | فكأنّ يومي لَيلَة ُ الإسراءِ |