إنّي لفَضلِكَ بالمَديحِ أُجازي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنّي لفَضلِكَ بالمَديحِ أُجازي، | شتانَ بينَ حقيقة ٍ ومجازِ |
فَضلاً بهِ ضاقَ الكَلامُ بأسرِهِ، | فَضلاً عن الإرمالِ والإرجازِ |
إن رمتُ بالنظمِ البديعِ صفاتهِ، | لم ألقَ غيرَ نهاية ِ الإعجازِ |
رضتَ العلومَ فأصبحتْ إذا أصبحتْ، | وجِيادُها تَمشِي بِلا مِهمازِ |
وسموتَ هرمسَ والرئيسَ وثابتاً، | فَضلاً على الطّوسيّ والشّيرازِي |
والشّعرُ ثوبٌ لَيسَ يَعرِفُ قَدرَهُ، | من بعدِ حائكهِ سوى بزازِ |
وهزَزتَ أغصانَ الكَلامِ، فساقطَتْ | دُرراً، فلا عَدِمتَكَ من هَزّازِ |
ونشرتَ في أقصى البلادِ فضائلاً، | غراً، رزأتَ بهنّ ذكرَ الرازي |
وتركتَ فرسانَ الكلامِ لقاية ً، | حتى كأنكَ بالفضائلِ غازي |
فإذا الجدالُ، أو الجلادُ حواهمُ | في يومِ تبريزٍ ويومِ برازِ |
نظروا إليكَ بأعينٍ مزورة ٍ، | نظرَ البغاثِ إلى التفاتِ البازي |
يا سابقَ الوعدِ المقولِ بفعلهِ، | فيحولُ بينَ المطلِ والإيجازِ |
كم قد أسأتُ مُهاجراً ومُجاهراً، | فعُزيتُ بالإكرامِ والإعزازِ |
يا صاحبَ المِنَنِ التي آثارُها | فينا، كفعلِ الغيثِ بالإجازِ |
لديارِ مصرَ لكَ الهناءُ، وإن غدا | للزومِ بعدكَ والعراقِ تعازي |
قوضتَ عن أعلامها، فتنكرت، | فكأنها ثوبٌ بغيرِ طرازِ |
ما للمقيم بحصرِ بعضِ صفاتهِ | قبلٌ، فكيفَ لعابرٍ مجتازِ |
وجَلوتَ شِعري في المَحافلِ بَعدَما | أخفيتهُ بدفاترٍ وجزازِ |
وخَطَبتَ منّي بعدَ ذاكَ إجازَة ً | عن نقلهِ، حتى ظننتكَ هازِي |
هل يَخطُبُ المَولى إجازَة َ عَبدِهِ، | ويرومُ من مولاهُ خطّ جوازِ |
ولقد أجبتُ بأن أجزتُ بخدمة ٍ | في غايَة ِ التّلخيصِ والإيجازِ |
وأذنتُ أن ترويهِ عنّي، مالكي، | مع كلّ ما تعزوهُ نحوي عازي |
فهيَ الإجازَة ُ والوَداعُ لأنّها | صَدَرَتْ، ومُرسِلُها على أوفاز |
متَوَقّعُ الإغضاءِ عن تَقصِيرِهِ، | مَن ذا يُوازِنُ فَضلَكُم ويُوازِي |
وإذا عجزتُ عن الجزاءِ لحقكم | بمدائحي، فاللَّهُ خَيرُ مُجازِي |