لا زالَ ظلكَ للعفاة ِ ظليلا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا زالَ ظلكَ للعفاة ِ ظليلا، | ورَبيعُ مَجدِكَ للمُقلّ مَقيلا |
يا أيها الملكُ الذي آراؤهُ | سَحَبتْ على هامِ السّحابِ ذُيُولا |
أنتَ المُؤيَّدُ من إلهِكَ بالذي | طُلتَ الأنامَ بهِ، ونِلتَ السُّولا |
بسماحة ٍ تذرُ العفاة َ أعزة ً، | وحماسة ٍ تذرُ العزيزَ ذليلا |
وشَمائلٍ لو صافحتْ عِطفَ الصَّبا | خِلتَ الشّمالَ من الصّفاءِ شَمولا |
وصوارمٍ حمتِ البلادَ حدودُها، | وأرتكَ في حدّ الزمانِ فلولا |
فنظمتها فوقَ الرقاب غلاغلاً، | وتَخالُها بَينَ الضّلوعِ غَليلا |
طَمَحَتْ إلى عَلياكَ أحداقُ الوَرى ، | وارتَدّ طَرفُ الدّهرِ عنك كَليلا |
وهَبَتْ لكَ العَلياءُ حقّ صداقِها، | حتى رَضيت بأنْ تَراكَ خَليلا |
إن أمّ ربعكَ من وفودكَ قاصدٌ، | أمستْ بيوتُ المالِ منكَ طلولا |
تعطي وتسألُ سائليكَ معَ العطا | عُذراً، فكنتَ السّائلَ المَسؤولا |
تجدُ اليسيرَ من المدائحِ مفرطاً، | وتَرَى الكَثيرَ من العَطاءِ قَليلا |
يا مَن، إذا وَعَدَ الجَميلَ لوَفدِهِ، | أضحَى الزّمانُ بما يَقولُ كَفيلا |
ملاويَ تثقيلي عليكَ كثيرٌ | إذ كانَ ظَنّي في عُلاكَ جَميلا |
وبريفِ مِصرِكَ لي عَزيزٌ لم أجِدْ | بسِواكَ للإنصافِ منهُ سَبيلا |
لمّا عَرَضتُ على عُلاكَ لذكرِهِ | طَرفاً وصادَفَ من نَداكَ قَبولا |
هَنَّأتُ نَفسي، ثمّ قلتُ لها ابشري | وثقي، فذلكَ وعدُ إسماعيلا |
هو صادقُ الوعدِ الذي لوفائهِ | نستشدهُ الآياتِ والتنزيلا |
قد ظَلّ يَفتَخِرُ القَريضُ بأنّني | صَيّرتُهُ طَوراً إلَيكَ رَسُولا |
والعَبدُ مُشتَهِرٌ بحبّكَ، ناطقٌ | بجميلِ ذكركَ، بكرة ً وأصيلا |
فاجعَلْ إجازَة َ شِعرِهِ من مالِهِ، | إذ شأنُهُ أن لا يَرَى التّثقيلا |