خدمتي في الهوى عَلَيكم حَرامُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
خدمتي في الهوى عَلَيكم حَرامُ، | كيفَ أشقَى بكم، وأنتم كرامُ |
إنّ شَرطَ الكرامِ لا العبدُ يَشقَى | في حماهم، ولا النزيلُ يضامُ |
أنا عَبدٌ لدَيكمُ ونَزيلٌ، | ولهذينِ حُرمَة ٌ وذِمامُ |
فلماذا أضَعتُم عَهدَ مَن كا | نَ لهُ صحبة ٌ بكم والتزامُ |
شابَ في مدحكم ذوائبُ شعري، | مثلَ شَعري، وشِعرُ غيرِي غلامُ |
ونَظَمتُ البَديعَ فيكم، وقد ألـ | ـقَى مقاليدهُ إليّ الكلامُ |
فإذا ما تَلا الزّمانُ قريضي، | أصبَحَتْ تَستَعيدُهُ الأيّامُ |
وتَقَرّبتُ بالوَدادِ فمَحسو | دٌ مقالي لديكمُ، والمقامُ |
ولقد ساءَني شماتُ الأعادي، | فيّ لمّا زَلّتْ بيَ الأقدامُ |
فإذا ما افتَخَرتُ بالودّ قالوا: | لا افتخارٌ إلاَّ لمن لا يُضامُ |
فإلى كم أعودُ في كلّ يوم، | خائباً ساخطاً وتَرضَى اللّئامُ |
وإذا جَرّبَ المُجَرَّبَ عمرٌو، | فعَلَيهِ إذا أُصِيبَ المَلامُ |
تقتُلوني بالبِشرِ منكم، وقد يَقْـ | ـتُلُ مع ضَحكِ صَفحتَيهِ الحُسامُ |
وتريشونَ بيننا أسهمَ البيـ | ـنِ، وتعزى إليّ تلكَ السهامُ |
فبرغمي فراقكم ورضاكم، | وشَديدٌ عليّ هذا الفِطامُ |
فلَقَد صَحّ عندَ كلّ لَبيبٍ | أنّ بُعدي مُرادُكم، والسّلامُ |