لو صِرتُ من سَقَمي شَبيهَ سِواكِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لو صِرتُ من سَقَمي شَبيهَ سِواكِ، | ما اخترتُ من دونِ الأنامِ سواكِ |
لا فزتُ من أشراكِ حبكِ سالماً، | إن شُبتُ دينَ هَواكِ بالإشراكِ |
يا مَن سَمَحتُ لها برُوحي في الهَوَى ، | أرخصتني وعليّ ما أغلاكِ |
أخرَبتِ قَلبي، إذ مَلَكتِ صَميمَهُ، | أكذا يكونُ تصرفُ الملاكِ |
كيفَ استَبَحتِ دَمَ المُحبّ ولم يكنْ | قلبي عصاكِ، ولا شققتُ عصاكِ |
هل عَندَمُ الوَجَناتِ رَخّصَ في دَمي، | أم طرفكِ الفتاكُ قد أفتاكِ؟ |
أصغَيتِ سَمعاً للوُشاة ِ، فتارَة ً | أخشَى علَيكِ، وتارَة ً أخشاكِ |
أطلَقتِ في إفشاءِ أسرارِ الهَوى | دمعي وفاكِ، فما أقلّ وفاكِ |
شَمِتَ العُداة ُ، ولو ملَكتِ، صِيانَة ً | لكِ، فاكِ عن إيضاحهم لكفاكِ |
ولقد أموهُ بالغواني والمها، | خوفَ العِدى ، وأصُدّ عن ذِكراكِ |
إذا لم يكن لكِ في التغزلِ بالمهَا | لقبٌ، ولا أسماهُ من أسماكِ |
زَعَمَ العُداة ُ بأنّ حُسنَكِ ناقِصٌ؛ | حاشاكِ من قولِ العدى حاشاكِ |
قالوا: حكيتِ البدرَ، وهيَ نقيصة ٌ، | البَدرُ لو يُعطَى المُنَى لحَكاكِ |
لِمْ صَيّرُوا تَشبيهَهمْ لكِ شُبهَة ً، | أتُراكِ مكّنتِ العُداة َ تُراكِ؟ |
إنّي لأصغي للوشاة ِ تملقاً | لهمُ، فأُرضي الكاشِحِينَ بذاكِ |
وأظلُّ مبتسماً لفرطِ تعجبي، | فالسّنُّ ضاحكَة ٌ، وقلبي باكِ |