البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ، | والسمرُ دونَ قدودِ الخردِ الغيدِ |
والموتُ أحلى لصبٍّ في مفاصلِهِ، | تجري الصبابة ُ جريَ الماءِ في العودِ |
من لي بعينٍ عدتْ بالغنجِ ناعسة ً، | أجفانُها، وكَّلَتْ جَفني بتَسهيدِ |
وحاجبٍ فَوقَهُ تَشديدُ طُرّتِهِ، | كأنّما النّونُ منهُ نُونُ تَوكيدِ |
وماءِ وجهٍ غدا بالنورِ متقداً، | كأنّ في كلّ خدٍّ نارَ أخدودِ |
ونقطِ خالٍ، إذا شاهدتَ موقعهُ، | خِلتَ الخَليلَ ثَوَى في نارِ نمرُودِ |
يا أهلَ جيرونَ جرتم بعدَ معدلة ٍ | ظلماً، وعودتموني غيرَ معهودي |
بذلتُ روحي إلاّ أنها ثمنٌ، | للوصلِ منكم، ولكن حسبُ مجهودي |
أنا المُحبّ الذي أهلُ الهَوَى نَقَلوا | عَنّي، فأعطَيتُهُم بالعِشقِ تَقليدي |
من أينَ للعشقِ مثلي في تشرعه، | ومن يشيدُ دينَ الحبّ تشييدي |
للهِ ليلة ُ أنسٍ قلتُ إذ ذكرتْ: | يا لَيلَة َ الوَصلِ من ذاتِ اللَّمَى عودي |
والشرقُ قد حملتْ أحشاؤهُ لهباً | للشمسِ فيها حنينٌ غيرُ مولودِ |
وثَعلَبُ الصّبحِ وافَى فاغراً فَمَهُ، | إذ قابلتهُ الثريّا شبهَ عنقودِ |
كأنّها شكلُ أنكيسٍ تولدهُ | في الغَربِ أيدي الدّياجي أيَّ تَوليدِ |
أمسَى بها وعيونُ الغرّ شاخصَة ٌ | نَحوي وحصني متونِ الضُّمّرِ القُودِ |
مكانتي فوقَ إمكاني، ومقدرتي | من دونِ قَدري، وجودي فوق موجودي |
وما زجاني امرؤٌ، إلاّ بذلتُ لهُ | جوداً عن الشكرِ، أو شكراً عن الجودِ |
لا أوحشَ اللهُ من قومٍ مكارمهمْ | وفضلُ جودهمُ كالطوقِ في جيدي |
ما عشتُ لا أتعاطَى غير حبهمُ، | وهل سمعتمْ بشركٍ بعدَ توحيدِ |