بروحي جُوذَرٌ في القَلبِ كانِس،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بروحي جُوذَرٌ في القَلبِ كانِس، | تَراهُ نافراً في زِيّ آنِس |
وأحوَى أحوَرِ | الأحداقِ ألمَى |
تَكادُ خُدودُهُ | بالوهمِ تدمَى |
كأنّ الحُسنَ | لمّا منهُ تَمّا |
وآثَرَ أنّ ذاكَ | الرّوضَ يُحمَى |
غدا للوردِ في خديهِ غارِس، | وظلّ لهُ بسيفِ اللحظِ حارِس |
جَلا في كفّهِ | كأسَ الحميّ |
فقابلَ نورُها | بَدرَ المُحَيّا |
وطافَ بكأسهِ | فينا وحَيّا |
فغادرَ ميتَ | العُشّاقِ حَيّا |
بوَجه إنْ تَبَدّى في الحَنادِس، | غدا للنيراتِ الخمسِ سادس |
جلا كأسي، فقلتُ | إليكَ عَنّي |
فقد ضيعتُ | عُمري بالتّمَنّي |
فقالَ مع الخلاعة ِ: | إي، وإنّي |
فقلتُ: فطُفْ إذاً | وامزُجْ وغّنّ |
بشِعري فهو حَضْراتُ المَجالِس، | وفاكهة ُ المفاكهِ والمجالِس |
أما قالَ الذي | في الحسنِ زيّد |
ومن وجدَ النّدى | قَيداً تَقَيّد |
فها أنا في حمَى | المَلِكِ المُؤيَّد |
مَنيعِ العِزّ ذي | مَجدٍ مُشَيَّد |
عمادِ الدينِ مغني كلِّ بائِس، | ومَن تَغدُو الأسودُ لهُ فَرائِس |
أيا ملكاً حماني | مِنْ زَماني |
وأعطاني أماني | والأماني |
خفضتَ برفعِ | شأني كلَّ شاني |
وشيدتَ المعالي | والمَعاني |
ولولا أنتَ يا مردي الفوارس، | لأضحَى العِلمُ بَينَ النّاسِ دارِس |
تَجَرّا مَن لجودِكَ | رامَ حَدّا |
ومَنْ بالغَيثِ | قاسَكَ قَد تَعَدّى |
وكيفَ تُقاسُ | بالأنواءِ حدّا |
وكفُّكَ للورَى | أدنَى وأندَى |
لأنّ الغَيثَ يُسألُ، وهوَ حابِس، | وليس يَجودُ إلاّ وهوَ عابِس |
جعَلتَ البِيضَ | داميَة َ المآقي |
وسُمَر الخطّ تَرقَى | في التّراقي |
مَساعٍ للعُلَى | أضحتْ مراقي |
وتلكَ الصالحاتُ | هي البواقي |
فتُرجِلُ فارسَ الحربِ الممارس، | وتجعلُ راجلَ الإملاقِ فارس |
حمدتُ إليك | ترحالي وحالي |
وزادَ لدَيكَ إقبالي | وبالي |
وقد ضاعفتَ آمالي | ومالي |
فلستُ أُطيلُ | عَن آلي سُؤالي |
أفضتَ عليّ للنُّعمَى ملابِس، | فصار لدَيّ رَطباً كلُّ يابِس |
أأزعمُ أني | بالمدحِ جازي |
وهل تجزَى | الحقيقة ُ بالمجازِ |
ولكِنْ في ارتجالي | وارتجازي |
غذا قصرتُ فاللهُ | المُجازي |
فلو نَظّمتُ من مَدحي نَفائِس، | فإنّي من قضاءِ الحقّ آئِس |