بَرقُ المَشيبِ قد أضا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بَرقُ المَشيبِ قد أضا، | بعارضٍ مثلِ الأضَا |
يشبهُ اشتعالهُ، | بالنارِ في جذلِ الغضا |
وواصلَتْ قَلبي الهمومُ، | فَحفَا جَفني الكَرى |
واتخذَ التسهيدُ عيني | مألفاً لمّا جفَا |
وكنتُ ذا بأسٍ، فمُذْ | عاندَني صرفُ القضَا |
رضيتُ قسراً، وعلى الـ | ـقَسرِ رِضَى مَن كان ذا.. |
لي أُسوَة ٌ بابنِ الزُّبَيرِ، | إذْ أبَى حملَ الأذَى |
وابنِ الأشجّ القيلِ سا | قَ نفسهُ إلى الرّدَى |
وهكذا جدّ أبو الـ | ـخَيرِ لإدراكِ المُنَى |
وقد سَما قَبلي يَزيدُ | طالباً شأوَ العُلَى |
وقد رَمَى عَمرٌو بسَهمِ | كَيدِهِ قلبَ العُلَى |
وسَيفٌ استَعلَتْ بهِ | همّتُهُ حتّى رَمَى |
أقسمتُ لا أنفكُّ أسمُو | طالباً حُسنَ الثّنَا |
ألِيّة ٌ باليَعمَلاتِ، | تَرتَمي بها النَّجَا |
لأجعَلَنّ مَعقلي، | مطهَّماً صُلبَ المَطَا |
يرضَخُ في البِيدِ الحَصَى ، | وإنْ رَمَى إلى الرُّبَى |
يكابرُ السّمعُ اللّحا | ظَ إثرَهُ، إذا جَرَى |
إذا اجتَهَدتُ نَظَراً | في إثرِهِ، قلتُ: سَنَا |
جادَ بهِ ابنُ المَلِكَ الـ | ـمنصورِ مَنصورِ اللّوا |
كأنّما جُودُهُما | لي جانباً من الرَّجَا |
فقلتُ، لمّا أثقَلا | ظَهري بأعباءِ النّدَى : |
نَفسي الفِداءُ لأميرَيَّ | ومَنْ تَحتَ السّمَا |
كأنذما جودُهُما | مجلجلٌ منَ الحبَا |
إذا وَنَتْ رُعُودُهُ | عَنّتْ لهُ ريحُ الصَّبَا |
فطَبّقَ الأرضِينَ حتى | بلَغَ السّيلُ الزّبَى |
كأنّما البيداءُ، غِبَّ | صَوتِهِ، بَحرٌ طَمَا |
يلومني في البُعدِ | عن حِماها خِلٌّ لحَى |
واللّومُ للحُرّ مُقيمٌ | رادعٌ، والبُعدُ لا |
فسَوفَ يَعتادُهما | منّي امرؤٌ محضُ الوَلا |
يَجوبُ جَوزاءَ الفَلا | مُحتَقِراً هولَ الدّجَى |
قد نِلتُ في رَبعِهِما | من النّعيمِ ما كَفَى |
فإنْ أعِشْ صاحَبتُ دَهـ | ـري عالماً بما انطَوَى |
وإنْ أمُتْ، فكُلُّ شيءٍ | بلَغَ الحَدَّ انتَهَى |