ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ، | فيفي، إذا خبرتَ أنيَ راقدُ |
إني لأطمعُ في الرقادِ لأنهُ | شركٌ يصادُ بهِ الغزالُ الشاردُ |
فأظَلُّ أقنَعُ بالخَيالِ، وإنّهُ | طَمَعٌ يُولّدُه الخَيالُ الفاسِدُ |
هياتِ لا يشفي المحبَّ من الأسَى | قربُ الخيالِ، وربهُ متباعدُ |
ولقد تَعَرّضَ للمَحَبّة ِ مَعَشرٌ | عَدِموا من اللّذاتِ ما أنا واجِدُ |
عابُوا ابتِهاجي بالغَرامِ، وإنّني | ما عشتُ من سكرِ المحبة ِ مائدُ |
قالوا: تعشقَ كلَّ ربّ ملاحة ٍ، | فأبجتهمْ: إنّ المحركَ واحدُ |
فالحُسنُ حيثُ وَجَدتُهُ في حَيّزٍ، | هو لي بأرسانِ الصبابة ِ قائدُ |
ما كنتُ أعلمُ أنّ ألحاظَ الظبا، | هيَ للأسودِ حبائلٌ ومصايدُ |
إنّ الذي خلقَ البرية َ ناطها | بوسائطٍ هي للكمالِ شواهدُ |
فتدبرَ الأفلاكَ سبعة ُ أنجمٍ، | ويدبرُ الأرضينَ نجمٌ واحدُ |
نجمٌ لهُ في الملكِ أنجمُ عزمة ٍ | هنّ الرجومُ، إذا تطرقَ ماردُ |
المالكُ المنصورُ ملكٌ جودهُ | داني المنالِ، ومجدهُ متباعدُ |
المالكُ لديهِ مواهبٌ ومكارمٌ، | هيَ للعداة ِ مواهنٌ ومكايدُ |
كالغيثِ فيهِ للطغاة ِ زلازلٌ، | ولمن يؤملُه الزلالُ الباردُ |
يُخشَى وتُرجَى بَطشُهُ وهِباتُه، | كالبَحرِ فيهِ مَهالِكٌ وفَوائِدُ |
آراؤهُ للكائِناتِ طَلائِعٌ، | وهُمومُهُ بالغانياتِ شَواهِدُ |
لا يؤيسنكَ بأسهُ من جودهِ، | دونَ السحابِ بوارقٌ ورواعدُ |
يَهَبُ المَطيَّ، ورَكبُهنّ وصائفٌ، | والصافناتِ، وحملهنّ ولائدُ |
لك يا ابنَ أرتق بالمكارمِ نسبة ٌ، | فلذاكَ جودك كاسمِ جدكَ زائدُ |
أُورِثتَ مجدَ سَراة ِ أُرتُقَ إذ خَلَتْ، | وبَنيتَه، فَهوَ الطّريفُ التّالِدُ |
قومٌ تَعوّدَتِ الهِباتِ أكفُّهمْ؛ | إنَّ المكارمَ للكرامِ عوائدُ |
عاشوا، وفضلُهُمُ ربيعٌ للوَرى ، | فلَهم ثَناً يَحيا وذِكرٌ خالِدُ |
فأكفهم، يومَ السماحِ، جداولٌ، | وقلوبهم، يومَ الكفاحِ، جلامدُ |
وكفلتَ من كلفَ الزمانُ بحفظِه، | حتى كأنّكَ للبرية ِ والدُ |
فَيداكَ في عُنقِ الزّمانِ غَلائِلٌ، | ونداكَ في جيدِ الأنامِ قلائدُ |
وعنيتَ بي ورفعتَ قدري في الورى ، | فعَواذلي في القُربِ منك حواسدُ |
وعلمتَ أنّي في محبتكَ الذي، | فنَداكَ لي صِلَة ٌ وبِرُّكَ عائِدُ |
فاعذِرْ مُحبّاً إن تَباعدَ شخصُهُ، | جاءتكَ منهُ قَصائدٌ ومَقاصِدُ |
فإذا ثنائي عنكَ همٌ سائقٌ، | جذبَ العنانَ إليكَ شوقٌ قائدُ |
ولقد وقَفتُ عليكَ لَفظي كلَّهُ، | ممّا أحِلُّ به، وما أنا عاقِدُ |
فإذا نظمتُ، فإنني لكَ مادحٌ، | وإذا نثرتُ، فإنني لكَ حامدُ |