ودعْ لبابة َ قبلَ أن تترحلا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ودعْ لبابة َ قبلَ أن تترحلا، | وکسْأَلْ، فَإنَّ قَلِيلَهُ أَنْ تَسْأَلا |
أمكثْ، بعمركَ، ليلة ً، وتأنها، | فَلَعَلَّ ما بَخِلَتْ بِهِ أَنْ يُبْذَلا |
قال: ائتمرْ ما شئتَ غيرَ نازعٍ | فِيمَا هَوَيْتَ، فَإنَّنا لَنْ نَعْجَلا |
لَسْنَا نُبالي، حِينَ تُدْرِكُ حَاجَة ً، | مَا بَاتَ، أَوْ ظَلَّ المَطِيُّ مُعَقَّلا |
نَجْزِي بِأَيْدٍ كُنْتَ تَبْذُلُها لَنَا، | حقٌّ علينا، واجبٌ أن نفعلا! |
حتى إذا ما الليلُ جنّ ظلامهُ، | ورقبتُ غفلة َ كاشحٍ أن يمحلا |
وکسْتَنْكَحَ النَّوْمُ الَّذِينَ نَخَافُهُمْ، | ورمى الكرى بوابهم، فتخبلا |
خَرَجَتْ تَأَطَّرُ في الثِّياب، كَأَنَّها | رِيحٌ تَسَنَّتْ عَنْ كَثِيبٍ أَهْيَلا |
فَجَلا القِنَاعُ سَحَابَة ً مَشْهورَة ً | غَرّاءَ تُعْشي الطَّرْفَ أَنْ يَتَأَمَّلا |
سلمتُ حين لقيتها، فتهللتْ | لِتَحِيَّتي، لَمّا رَأَتْني مُقْبِلا |
فَلَبَثْتُ أَرْقِيها بِمَا لَوْ عَاقِلٌ | يُرْقَى بِهِ ما کسْطَاعَ أَلاَ يَنْزِلا |
تدنو فتطمعُ، ثمّ تمنعُ بذلها | نفسٌ أبتْ بالجود لأن تتحللا |