هل أنتَ إن بكرَ الأحبة ُ غادي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هل أنتَ إن بكرَ الأحبة ُ غادي، | أَمْ قَبْلَ ذلِكَ مُدْلِجٌ بِسَوادِ؟ |
كَيْفَ الثَّواءُ بِبَطْنِ مَكَّة َ بَعْدَمَا | وَبِرِحْلَة ٍ مِنح طِيَّة ٍ وَبِلادِ |
هموا ببعدٍ منكَ غيرِ تقربٍ، | شتانَ بينَ القربِ والإبعاد! |
لا كَيْفَ قَلْبُكَ إنْ ثَوَيْتَ مُخَامِراً | سَقَماً خِلاَفَهُمُ وَحُزْنُكَ بادِي |
قَدْ كُنْتَ قَبْلُ وَهُمْ لأَهْلِكَ جيرَة ٌ | صَبّاً تُطِيفُ بِهِمْ كَأَنَّكَ صادِي |
هيمانُ يمنعهُ السقاة ُ حياضهم، | حَيْرَانُ يَرْقُبُ غَفْلَة َ الوُرّادِ |
فالآن، إذ جدّ الرحيلُ، وقربتْ | بُزُلُ الجِمَالِ لِطِيَّة ٍ وَبِعادِ |
وَلَقَدْ أَرَى أَنْ لَيْسَ ذَلِك نَافِعي | ما عشتُ عندكِ في هوى ووداد |
ولقد منحتُ الودّ مني، لم يكنْ | منكْ إليّ، بما فعلتُ، أيادي |
إنِّي لأتْرُكُ مَنْ يَجُودُ بِنَفْسِهِ | وموكلٌ بوصالِ كلّ جماد |
يَا لَيْلَ إنِّي واصلي أوْ فاصرمي | علقتْ بحبكمُ بناتُ فؤادي |
كم قد عصيتُ إليكِ من متنصحٍ | خَانَ القَرَابَة َ أَوْ أَعَانَ أَعَادي |
وتنوفة ٍ أرمي بنفسي عرضها، | شَوْقاً إلَيْكِ بِلاَ هِدَايَة ِ هَادِي |
ما إنْ بِهَا لي غَيْرَ سَيْفي صَاحِبٌ | وَذِرَاعُ حَرْفٍ كالهِلاَلِ وِسَادِي |
بِمُعَرَّسٍ فيه إذا ما مَسَّهُ | جلدي، خشونة ُ مضجعٍ وبعاد |
قَمن مِنَ الحَدْثانِ تُمْسي أُسْدُهُ | هدءَ الظلامِ، كثيرة َ الإيعاد |
بالوجد أعذرُ ما يكونُ، وبالبكا، | أَرْسَلَتْ تَعْتِبُ الرَّبَابُ وَقَالَتْ: |