تَذَكَّرُ سَلْمَى بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تَذَكَّرُ سَلْمَى بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا | مِنَ النَّأْيِ مَا يُسْلِي، فَهَلْ أَنْتَ صَابِرُ |
فأنتَ إلى سلمى تحنُّ صبابة ً | كَمَا حَنَّ أُلاَّفُ المَطِيِّ السَّوَاجِرُ |
وما كنتُ أدري قبلها أنَّ ذا الهوى | يَزِيدُ اشْتِيَاقاً أَنْ تَحِنَّ الأَبَاعِرُ |
ألا حبَّذا سلمى الفؤادِ وحبَّذا | زِيَارَتُهَا، لَوْ يُسْتَطَاعُ التَّزَاوُرُ |
لَقَدْ بَخِلَتْ بِالوُدِّ حَتَّى كَأَنّهَا | خليلُ صفاءٍ غيبتهُ المقابرُ |
فإنْ أكُ قدْ ودَّعتها وهجرتها | فما عنْ تقالٍ كانَ ذاكَ التَّهاجرُ |
ألا ليتَ أنَّا لمْ نكنُ قبلُ جيرة ً | جَمِيعاً، أَلاَ يَا لَيْتَ دَامَ التَّجَاوُرُ |
إذَا رُمْتُ عَنْهَا سَلْوَة ً قالَ شَافِعٌ | مِنَ الحُبِّ ميعَادُ السُّلُوِّ المَقَابِرُ |
ستبقى لها في مضمرِ القلبِ والحشا | سَرَيرَة ُ ودٍّ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ |
وكلُّ خليطٍ لا محالة َ أنَّهُ | إلَى فُرْقَة ٍ يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ صَائِرُ |
وَمَنْ يَحْذَرِ الأَمْرَ الَّذِي هُوَ وَاقِعٌ | يصبهُ، وإنْ لمْ يهوهُ، ما يحاذرُ |