أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يفيقُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يفيقُ | وأسعدتَ أعدائي وأنتَ صديقُ |
وصدَّ الخيالُ الواصلي منكَ في الكرى | بصدِّكَ عنِّي ، فالفؤادُ مشوقُ |
تعلَّمَ منكَ الهجرَ لما هجرتهُ | فليس له في مُقلتيَّ طريقُ |
وتَأبَى عليَّ الصَّبرَ نفسٌ كئيبة ٌ | وقلبٌ بأصنافِ الهمومِ رفيقُ |
سُهادٌ ودمعٌ بالهمومِ توكَّلا؛ | فذا موثقٌ فيها وذاكَ طليقُ |
رَشاً لو رآهُ البدرُ يُشرقُ وجهُهُ | لأظلمَ وجهُ البدرِ وهو شريقُ |
دقيقُ فرندِ الحُسنِ، أمّا وشاحُهُ | فيَهْفو، وأما حُجلُهُ فيضيقُ |
يغضُّ زمانَ الوصلِ لمّا تطلَّعتْ | لوامعُ في رأسي لهنَّ بريقُ |
سلامٌ على عهدِ الشبابِ الذي مضَى | إذِ العيشُ غضٌّ والزمانُ أنيقُ |
وإذْ لبناتِ الخِدرِ نحوي تطلُّعٌ | كما لمعتْ بينَ الغمامِ بروقُ |
عطابيلُ كالآرام أمّا وجوهُها | فدُرٌّ ، ولكنَّ الخدودَ عقيقُ |
سفرْنَ قناعَ الحُسنِ عنها فأشرقتْ | مصابيحُ أبوابِ السماءِ تَروقُ |
أشِبْهَ نعاجِ الرَّملِ هل من بقية ٍ | ولو سببٌ من وصلكنَّ دقيقُ |
لقد بَتَّ حبلَ الوصلِ وهو وثيقُ | حُسامٌ منَ الهِجْرانِ ليسَ يَليقُ |
فلا نَيْلَ إلا أنْ أُخالسَ لحظة ً | ولا وصلَ إلا أن ينمَّ شَهيقُ |
وأن تبسطَ الآمالُ في ساحة ِ العُلا | رجاءٌ يُداوي الشوقَ وهو يشوقُ |
وإني لأبدي للوُشاة ِ تبسُّماً | وإنسانُ عيني في الدموعِ غريقُ |
ولي قَولة ٌ في الناسِ لا أَبتغي بها | منَ الناسِ إلا أن يقالَ : صديقُ |
ألا تشكرونَ اللهَ إذْ قامَ فيكمُ | إمامُ هدى ً في المكرُماتِ عريقُ ؟ |
وأحكمَ حكمَ اللّهِ بينَ عبادِهِ | لسانٌ بآياتِ الكتابِ طليقُ |
خلافة ُ عبدِاللهِ حجٌّ عنِ الورى | فلا رَفَثٌ في عصرِها وفسوقُ |
إمامُ هدى ً أحيا لنا مهجة َ الهُدى | وقد جشأتْ للموتِ فهيَ تفوقُ |
حقيقٌ بما نالتْ يداهُ منَ العُلا | وما نالنا منها بهِ فحقيقُ |
يدبرُ ملكَ المغْربينِ ، وإنَّهُ | بتدبيرِ ملْكِ المشرقينِ خليقُ |
تجلَّتْ دياجي الحيفِ عن نورِ عدلهِ | كما ذرَّ في جنحِ الظَّلامِ شروقُ |
وثقَّفَ سهمَ الدينِ بالعدلِ والتُّقى | فهذا لهُ نصلٌ وذلك فُوقُ |
وأعلقَ أسبابَ الهُدى بضميرهِ | فليسَ لهُ إلا بهنَّ علوقُ |
وما عاقَهُ عنها عوائقُ ملكهِ | وأمثالُه عن مثلهنَّ تَعوقُ |
إذا فتحتْ جنَّاتُ عدنٍ وأزلفتْ | فأنتَ بها للأنبياءِ رَفيقُ |