أرشيف المقالات

لفرح بتوبة الله عليك (1) - لا تحزن - عائض بن عبد الله القرني

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ألا يشرحُ صدركَ، ويزيلُ همَّك وغمَّك، ويجلبُ سعادتك قولُ ربِّك جلَّ في علاه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}؟، فخاطَبَهُمْ بـ {يا عبادي} تأليفاً لقلوبِهِمْ، وتأنيساً لأرواحِهِمْ، وخصَّ الذين أسرفُوا، لأنهمُ المكثرون من الذنوب ِ والخطايا فكيف بغيرِهم؟! ونهاهْم عنِ القنوطِ واليأسِ من المغفرةِ وأخبر أنه يغفرُ الذنوب كلَّها لمنْ تاب، كبيرها وصغيرَها، دقيقها وجليلَها.

ثم وصفَ نفسه بالضمائرِ المؤكدةِ، و«الـ » التعريفِ التي تقتضي كمال الصفةِ، فقال:
{إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
ألا تسعدُ وتفرحُ بقولِهِ جلَّ في علاه: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}؟!

وقولِهِ جلَّ في علاه: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً}؟!
وقولِهِ: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً}؟!
وقولِهِ عزَّ من قائلٍ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً}؟!
وقولِهِ تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}؟!
ولما قَتَلَ موسى عليه السلامُ نفساً قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ}.
وقال عن داودَ بعدما تاب وأناب: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ}.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢