واكَبِدا قدْ قُطِّعَتْ كَبِدي!
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
واكَبِدا قدْ قُطِّعَتْ كَبِدي! | وحَرَّقَتْهَا لواعِجُ الْكَمَدِ |
ما ماتَ حَيٌّ لِمَيِّتٍ أَسَفاً | أَعْذَرَ مِنْ والِدٍ على وَلَدِ |
يا رحمة َ اللهِ جاوري جدثاً | دفنتُ فيهِ حُشاشتي بيدي |
ونوِّري ظلمة َ القبورِ على | مَنْ لَمْ يَصِلْ ظُلْمُهُ إلى أَحَدِ |
مَنْ كانَ خِلْواً مِنْ كُلِّ بائِقَة ٍ | وَطَيِّبَ الرُّوحِ طاهِرَ الجَسَدِ |
يا موتُ ، « يحيى » لقدْ ذهبتَ بهِ | ليسَ بزُمَّيلة ٍ ولا نكدِ |
يا موتهُ لو أقلتَ عثرتَهُ | يا يَوْمَهُ لو تَرَكْتَهُ لِغَدِ! |
يا موتُ لو لم تكُنْ تُعاجلهُ | لكان ، لا شكَّ ، بيضة َ البلدِ |
أو كُنْتَ رَاخَيْتَ في العِنانِ لَهُ | حَازَ العُلا واحْتَوى على الأَمدِ |
أَيَّ حُسَامٍ سَلبْتَ رَوْنَقَهُ | وَأَيَّ رُوحٍ سَلَلْتَ مِنْ جَسَدِ |
وَأَيَّ سَاقٍ قَطَعْتَ مِنْ قَدَمٍ | وأيُّ كفٍّ أزلتَ منْ عضُدِ ؟ |
يا قمراً أجحفَ الخسوفُ بهِ | قبلَ بلوغِ السَّواءِ في العدَدِ |
أيُّ حشاً لمْ تذُبْ لهُ أسفاً | وَأَيُّ عَينٍ عَليْهِ لَمْ تَجُدِ |
لا صبرَ لي بعدَهُ ولا جلدٌ | فُجعتُ بالصَّبرِ فيهِ والجلدِ |
لو لَمْ أَمُتْ عِنْدَ مَوْتِه كَمداً | لحُقَّ لي أنْ أموتَ منْ كمدي |
يَا لَوْعَة ً مَا يَزَالُ لاعجُها | يَقْدَحُ نَارَ الأَسَى على كبِدِي |