أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني | أُباكِرُ قَهْوَة ً فيها احْمرارُ |
تَضَمّنَها نُفوسُ الشَّرْبِ، حتى | يرُوحوا في جُفونِهمِ انْكسارُ |
تواعدَها التجارُ إلى أناها | فأطْلَعَها على العَربِ التّجارُ |
فأعْطَيْنا الغلاءَ بها، وكانَتْ | نأبّى ، أوْ يكونَ لها يَسارُ |
أعاذلَ توشكينَ بأن تريني | صريعاً، لا أزورُ ولا أُزارُ |
إذا خفَقَتْ عليَّ، فألبَسَتْني | بلامِعِ آلها، البيدُ القِفارُ |
لعَمْرُ أبي لئِنْ قوْمٌ أضاعوا | لِنعْمَ أخو الحِفاظِ لنا جِدارُ |
حمانا حينَ أعورْنا وخفنا | وأطعمَ، حين يتبعُ القتارُ |
وأوقد نار مكرمة ٍ ومجدٍ | ولم توقدْ مع الجشميّ نارُ |
وأطعمَ أشهرَ الشهباء حتى | تصوحَ في منابتهِ الحسارُ |
فإذا درَّت بكفكَ، فاحتلبها | ولا تكُ درة ٌ فيها غرارُ |
وأمسِكْ عنكَ بالطّرفينِ، حتى | تَبَيّنَ أيْنَ يَصْرِفُكَ المَغارُ |
فإنَّ عواقِبَ الأيّامِ تُخْشى | دوائرها وتنتقلُ الديارُ |
وقدج علمَ النساءُ إذا التقينا | وهنَّ وراءنا، أنا تغارُ |
تربعنا الجزيرة ، بعد قيسٍ | فأضحتْ وهي من قيسٍ قفار |
يُزَجُّونَ الحميرَ بأرْضِ نَجْدٍ | وما لهمُ من الأمرِ الخيارُ |
رأوا ثغراً تحيطُ به المنايا | وأكْبَدَ ما يُغيّرُهُ الغِيارُ |
تُسامي مارِدونَ بهِ الثّرَيّا | وأيدي الناسِ دونهمُ قصارُ |
وأولادُ الصريح مسوّماتٌ | علَيْها الأُسْدُ غُضْفاً والنِّمارُ |
شوازبُ كالقنا، قد كانَ فيها | من الغاراتِ والغزو اقورارُ |
ذوابلُ كلّ سلهبة ٍ خنوفٍ | وأجْرَدَ ما يُثَبّطُهُ الخَبارُ |
فأتْرَزَ لحْمَهُ التَّعْداءُ، حتى | بدتْ منهُ الجناجنُ والفقارُ |
وقَدْ قَلِقَتْ قلائدُ كلّ غَوْجٍ | يُطِفْنَ بهِ، كما قَلِقَ السِّوارُ |
تَراهُ كأنّهُ سِرْحانُ طَلٍّ | زهاهُ يومَ رائحة ٍ قطارُ |
وأبْقى الحَرْبُ واللَّزَباتُ مِنْها | صلادمَ، ما تخوَّنها المهارُ |
ألمْ تَرَني أجَرْتُ بَني فُقَيْمٍ | بحَيْثُ غَلا عَلى مُضَرَ الجِوارُ |
بعاجِنَة ِ الرَّحوبِ فلَمْ يسيروا | وسُيّرَ غيرُهُمْ عَنْها فساروا |