إليكَ كلفنا كلَّ يومِ هجيرة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إليكَ كلفنا كلَّ يومِ هجيرة ٍ | صدٍ معمعانيٍّ تلظى َّ أعابله |
على العِيسِ تَعْرَوْرِي الفَلاة َ كأنّها | قطا الأدمى الجونيُّ نشتْ ثمائله |
طَوَى رَكْبَهُ الإخماسُ حتى كأنّها | جيادُ القنا الهنديَّ ثقفَ ذابلهْ |
إذا قُلْتَ لي عَبْدُ العَزِيزِ كَفَيْتَني | زَمَاناً فَشَتْ عِلاّتُهُ وَمَبَاخِلُهْ |
فَيَوْمانِ مِنْ عَبْدِ العَزِيزِ تَفاضَلا، | ففي أيَّ يوميهِ تلومُ عواذلهْ |
فَيَوْمٌ تَحُوطُ المُسلِمِينَ جِيادُهُ؛ | وَيَوْمٌ عَطَاءٌ مَا تُغِبّ نَوَافِلُهْ |
وَللتُّرْكِ، من عَبدِ العَزِيزِ، وَقيعَة ٌ، | وَللّرمِ يَوْمٌ ما تُتِمّ حَوَامِلُهْ |
فَما وَجدوا عَبدَ العَزِيزِ مُغَمَّراً، | وَلا ذا سِقاطٍ عِنْدَ أمْرٍ يُحَاوِلُهْ |
وَلا جافِياً عَنْ قائِمِ السّيفِ قَبضُهُ | إذا الفَشِلُ الرِّعديدُ قفّتْ أنامِلُهْ |
يُقَيِّضُ بالفضلينِ، فَضْلِ مُفاضَة ٍ | و فضلِ نجادٍ لمْ تقطعْ حمائلهِ |
فَلا هُوْ مِنْ الدّنْيَا مُضِيعٌ نَصِيبَهُ، | و لا عرضُ الدنيا عنِ الدينِ شاغله |
فهذا بديعٌ ليسَ في الناسِ مثلهُ | وَهَذا مَدِيحٌ لا يُكَذَّبُ قائِلُهْ |
أبينا فما يدعو إلى غيركَ الهوى | وَمَا مِنْ خَليلٍ بابنِ لَيلى نُبَادِلُهْ |
أتَى زَمَنُ البَيْضَاء بَعْدَكَ فانتْحَى | على العظمِ حتى أسلمتهُ حوامله |
فَرِشْ لي جنَاحي وَاتّخِذْنيَ بازِياً، | تخطفُ حباتِ القلوبِ أجادلهْ |