أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ | شَمال تُغاديهِ، ونَكباءُ حَرجَفُ |
فأصبحَ قفراً، بعدما كان آهِلاً، | وجملُ المنى تشتوُ بهِ وتصيفُ |
ظللتُ، ومُستَنٌّ من الدمع هامِلٌ | من العين، لما عجتُ بالدارِ، ينزفُ |
أمُنصِفَتي جُمْلٌ، فتَعدِلَ بيننا، | إذا حكَمَتْ، والحاكمُ العَدلُ يُنصِفُ |
تَعلّقتُها، والجسمُ مني مُصَحَّحٌ، | فما زال ينمي حبُّ جملٍ، وأضعفُ |
إلى اليوم، حتى سلّ جسمي وشفنين | وأنكرتُ من نفسي الذي كنت أعرفُ |
قَناة ٌ من المُرّان ما فوقَ حَقوِها، | وما تحتَه منها نَقاً يتقصّفُ |
لها مُقْلتا ريمٍ، وجِيدُ جِدايَة ٍ، | وكشحق كطيّ السابرية أهيفُ |
ولستُ بناسٍ أهلها، حين أقبلوا، | وجالوا علينا بالسيوفِ، وطَوّفوا |
وقالوا: جميلٌ بات في الحيّ عندها، | وقد جردوا أسافهم ثم وقفوا |
وفي البيتِ ليْثُ الغاب، لولا مخافة ٌ | على نفس جملُ، وإلالهِ، لأرعفوا |
هممتُ، وقد كادت مراراً تطلعتْ | إلى حربهم، نفسي، وفي الكفْ مرهفُ |
وما سرني غيرُ الذي كان منهمُ | ومني، وقد جاؤوا إليّ وأوجفوا |
فكم مرتجٍ أمراً أتيحَ له الردى ّ، | ومن خائفٍ لم ينتقضهُ التخوفُ |
أإن هَتَفَتْ وَرقاءُ ظِلتَ، سَفاهَة ً، | تبكي، على جملٍ، لورقاءَ تهتفُ؟ |
فلو كان لي بالصرم، يا صاحِ، طاقة ٌ، | صرمتُ، ولكني عن الصرمِ أضعفُ |
لها في سوادِ القلب بالحبَّ منعة ُ، | هي الموت، أو كادت على الموت تشرفُ |
وما ذكرتكِ النفسُ، يا بثنَ، مرة ً | من الدهر، إلاّ كادت النفسُ تُتلَف |
وإلاّ اعترتني زَفرة ٌ واستِكانَة ٌ، | وجادَ لها سجلٌ من الدمع يذرفُ |
وما استطرفتْ نفسي حديثاً لخلة ٍ، | أُسَرّ به، إلاّ حديثُك أطرَفُ |
وبين الصّفا والمَرْوَتَينِ ذكرتُكم | بمختلفٍ، والناس ساعٍ ومُوجِف |
وعند طوافي قد ذكرتكِ مرة ً، | هي الموتُ، بل كادت على الموت تضعفُ |