أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟ | أبنْ لي: أغادٍ أنت، أم متهجّرُ؟ |
فإنك، إن لا تَقضِني ثِنْيَ ساعة ٍ، | فكلُّ امرىء ٍ ذي حاجة ٍ متيسّرُ |
فإن كنتَ قد وطنتَ نفساً بحبها، | فعند ذوي الأهواء وردٌ ومصدرُ |
وآخرُ عهدٍ لي بها يومَ ودعتْ، | ولاحَ لها خدٌّ مليحٌ ومحجرُ |
عشية َ قالت: لا تضيعنّ سرّنا، | إذا غبتَ عنا، وارعهُ حين تدبرُ |
وطَرفَكَ، إمّا جِئتنا، فاحفَظنّهُ، | فذَيْعُ الهوى بادٍ لمن يتبصّر |
وأعرضْ إذا لاقيتَ عيناً تخافها، | وظاهرْ ببغضٍ، إنّ ذلك أسترُ |
فإِنَّكَ إِنْ عَرَّضْتَ فِينا مَقَالَة ً | يَزِدْ، في الَّذِي قَدْ قُلْتَ، واشٍ ويُكْثِر |
وينشرُ سرّاً في الصديقِ وغيره، | يعزُّ علينا نشرهُ حين ينشرُ |
فما زِلتَ في إعمال طَرفِكَ نحونا، | إذا جئتَ، حتى كاد حبّكَ يظهرُ |
لأهليَ، حتى لامني كلُّ ناصِحٍ، | وإني لأعصي نَهيهمْ حين أُزجَر |
وما قلتُ هذا، فاعلَمنّ، تجنّباً | لصرمٍ، ولا هذا بنا عنكَ يقصرُ |
ولكنّني، أهلي فداؤك، أتّقي | عليك عيونَ الكاشِحين، وأحذَر |
وأخشى بني عمّي عليك، وإنّما | يخافُ ويتقي عرضهُ المتفكرُ |
وأنت امرؤ من أهل نجدٍ، وأهلُنا | تَهامٍ، فما النجديّ والمتغوّر! |
غريبٌ، إذا ما جئتَ طالبَ حاجة ٍ، | وحوليَ أعداءٌ، وأنتَ مُشهَّر |
وقد حدّثوا أنّا التقَينا على هَوى ً، | فكُلّهمُ من حَملِه الغيظَ مُوقَر |
فقلتُ لها: يا بثنَ، أوصيتِ حافظاً، | وكلُّ امرىء ٍ ، لم يرعهُ الله، معورُ |
فإن تكُ أُمُّ الجَهم تَشكي مَلامَة ً | إليّ، فما ألقَى من اللومِ أكْثَر |
سأمنَحُ طَرفي، حين ألقاكِ، غيرَكم، | لكيما يروا أنّ الهوى حيث أنظر |
أقلّبُ طرفي في السماءِ، لعله | يوافقُ طَرفي طَرفَكُمْ حين يَنظُر |
وأكني بأسماءٍ سواكِ، وأتقي | زِيارَتَكُمْ، والحُبّ لا يتغيّرُ |
فكم قد رأينا واجِداً بحبيبة ٍ، | إذا خافَ، يُبدي بُغضَهُ حين يظهر |