وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
............... | وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟ |
تلقحْ آمالاً وترجو نتاجها | وعُمْرُكَ مِمّا قدْ تَرَجيْه أَقْصَرُ ! |
تَحُومُ على إِدراكِ ماقد كُفِيتَه | و تقبلُ بالآمال فيهِ وتدبرُ |
وهذا صَباحُ اليومِ يَنْعَاكَ ضَوْؤُهُ | وَلَيْلَتُهُ تَنعاكَ إِنْ كنتَ تَشْعُرُ |
ورِزْقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ | على حالة يوماً وإِمّا مُؤَخَّرُ |
و لا حولُ محتالٍ ولا وجهُ مذهبٍ | و لا قدرٌ مزجيهِ إلاّ المقدِّرُ |
لقَدْ قَدَّرَ الأَرزاقَ منْ ليسَ عادِلاً | عن العدلِ بين الخلقِ فيما يقدّرُ |
فلا تأمنِ الدنيا وإن هي أقبلت | عليك فما زالت تخونُ وتغدرُ |
فما نمَّ فيها الصفوُ يوماً لأهلهِ | ولا الرفْقُ إِلاَّ رَيْثما يَتَغَيَّرُ |
و ما لاح نجمٌ لا ولا ذرَّ شارقٌ | على الخَلْقِ إِلاَّ حَبْلُ عُمْرِكَ يَقصُرُ |
تَطَهَّرْ وأَلحِقْ ذَنْبَكَ اليومَ تَوْبَة ً | لَعَلَّكَ مِنه إِنْ تَطهَّرتَ تَطْهَرُ |
وشَمرْ فقَدْ أَبدَى لكَ الموتُ وَجْهَهُ | وليسَ يَنالُ الفوزَ إِلاَّ المُشَمرُ |
فهذِي الليَالي مُؤْذناتُكَ بالبِلَى | تروحُ وأيامٌ كذلكَ تبكرُ |
و اخلص لدينِ اللهِ صدراً ونية ً | فإن الذي تخفيهِ يوماً سيظهرُ |
و قد يسترُ الإنسانُ باللفظِ فعلهُ | فيظهرُ عنهُ الطرفُ ما كان يسترُ |
تذكر وفكّر في الذي أنت صائرٌ | إليه غذاً إن كنتَ ممن يفكّرُ |
فلا بُدَّ يوماً أَنْ تَصيرَ لحِفْرَة ٍ | بأثنائها تطوى إلى يومَ تنشرُ |