عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي | يا هذه اعذري في هذه النكبِ |
إليكِ ويلكِ عمن كان ممتلئاً | وَيْلاً عليكِ ووَيْحاً غيرَ مُنْقَضِبِ |
في صدرهِ من همومٍ يعتلجن بهِ | وسَاوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ |
ردَّ اتدادُ الليالي غربَ أدمعهِ | فذابَ هما وجمدُ العينِ لم يذبِ |
لا أَنَّ خَلْفَكِ لِلَّذَّاتِ مُطَّلَعاً | لكنَّ دونكِ موتَ اللهو والطربِ |
وحادثاتِ أَعاجِيبٍ خَساً وَزَكاً | ما الدهرُ في فعلهِ إلاّ أبو العجبِ |
يغلبن قومَ الكماة ِ المعلمينَ بها | و يستقدنَ لفرسانٍ على القصبِ |
فما عدمتُ بها لا جاحداً عدماً | صبراً يقومُ مقامَ الكشفِ للكربِ |
ما يحسمُ العقلُ والدنيا تساسُ يهِ | مايحسم الصبرُ في الأحداثِ والنوبِ |
الصَّبْرُ كاسٍ وَبَطْنُ الكَف عارِيَة ٌ | والعَقْلُ عارٍ إذا لم يُكْسَ بالنَّشَبِ |
ما أَضيَعَ العَقْلَ إِنْ لم يَرْعَ ضَيْعَتَه | وفرٌ وايُّ رحى ً دارت بلا قطبِ |
نَشِبْتُ في لُجَجِ الدُّنيا فأَثْكَلَني | مالي وأبتُ بعرضٍ غيرِ مؤتشبِ |
كَمْ ذُقْتُ في الدَّهْرِ مِنْ عُسْرٍ ومِنْ يُسُرٍ | و في بني الدهرِ من رأسٍ ومن ذنبِ |
أَغَضي إِذا صَرْفُهُ لم تُغْضِ أَعينُهُ | عَني وأَرضَى إِذا ما لَجَّ في الغَضَبِ |
وإِنْ بُلِيْتُ بِجِدٍّ مِنْ حُزُونَتِه | سهلتهُ فكأني منهُ في لعبِ |
مقصرٌ خطراتِ الهمِّ في بدني | عِلْماً بأَنيَ ما قَصَّرْتُ في الطَّلَبِ |
بأيّ وخدِ قلاصٍ واجتيابِ فلاً | أدراكُ رزقٍ إذاما كان في الهربِ |
ماذا عليّ إذا لم يَزُلْ وَتَرِي | في الرمي ان زلن أغراضي فلم أصبِ |
في كلّ يومٍ أظافيري مفللة ٌ | تَسْتَنْبِطُ الصُّفْرَ لي مِنْ مَعْدِنِ الذَّهَبِ |
ما كنتُ كالسَّائِلِ الأَيَّامِ مُخْتَبِطاً | عَنْ لَيْلَة ِ القَدْرِ في شَعْبَانَ أَوْ رَجَبِ |
بل سافعٌ بنواصي الأمرِ مشتملٌ | على قَوَاصِيهِ في بَدْءٍ وفي عَقَبِ |
ما زلتُ أرمي بآمالي مراميها | لم يُخْلِقِ العِرْضَ مني سُوءُ مُطَّلَبي |
بغربة ٍ كاغترابِ الجودِ ان برقت | بأوبة ٍ ودقت بالخلف والكذبِ |
إذا عنيتُ لشأوٍ قلتُ إني قد | أَدْركْتُهُ أَدرَكَتْني حِرْفَة ُ الأَدَبِ! |
وخَيْبَة ٍ نَبَعتْ مِن غَيْبَة ٍ شَسَعَتْ | بأَنْحُسٍ طَلَعَتْ في كل مُضْطَرَبِ |
ما آبَ مَنْ آبَ لم يَظْفَرْ بِبُغْيتِهِ | ولم يَغِبْ طالِبٌ للنُّجْحِ لم يَخِبِ! |