أما إنه لولا الخليطُ المودعُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أما إنه لولا الخليطُ المودعُ | وربعٌ عفا منه مصيفٌ ومربعُ |
لَرُدَّتْ على أعقَابِها أَرْيحيَّة ٌ | منَ الشوقِ واديها منَ الهمِّ مترعُ |
لحقنا بأخراهم وقدْ حومَ الهوى | قُلُوباً عَهِدْنا طَيرَها وَهْيَ وُقَّعُ |
فردتْ علينا الشمسُ والليلُ راغمٌ | بشمسٍ لهم منْ جانب الخدرِ تطلعُ |
نضَا ضَوْءُ هَا صِبْغَ الدُّجنَّة ِ فانطَوَى | لبهجتها ثوبُ السماء المجزعُ |
فواللهِ ما أدري أأحلامُ نائمٍ | أَلَمَّتْ بنا أَمْ كانَ في الرَّكْبِ يُوشَعُ |
وعَهْدِي بها تُحْيِي الهَوَى وتُمِيتُه | وتشعبُ أعشارَ الفؤادِ وتصدعُ |
وأقرَعُ بالْعُتْبَى حُميَّا عِتَابها | وقدْ تستقيدُ الراحَ حينَ تشعشعُ |
وتَقْفُو إلى الجَدْوَى بجَدْوَى وإنَّما | يروقكَ بيتُ الشعرِ حينَ يصرعُ |
أَلَمْ تَرَ آرَامَ الظبَاءِ كأنَّما | رأتْ بيَ سيدَ الرملِ والصبحُ أدرعُ |
لئن جزعَ الوحشيُّ منها لرؤيتي | لإنْسِيُّها من شَيْبِ رَأْسِيَ أجْزَعُ |
غذا الهمُّ مختطاً بفودي خطة ً | طريقُ الردى منها إلى النفس مهيعُ |
هو الزورُ يجفى ، والمعاشرُ يجتوى | وذُو الإلْفِ يُقْلى ، والجَديدُ يُرَقَّعُ |
لَهُ مَنْظرٌ في العَيْنِ أبيضُ ناصعٌ | ولكنهُ في القلبِ أسودُ أسفعُ |
ونَحْنُ نُزَجَّيهِ على الكُرْهِ والرضَا | وأَنْفُ الفَتَى مِنْ وَجهِهِ وهْوَ أَجْدَعُ |
لقَدْ سَاسَنا هذا الزَّمانُ سياسَة ً | سُدًى لم يَسُسْها قَطُّ عَبْدٌ مُجَدَّعُ |
تروحُ علينا كلَّ يومٍ وتغتدي | خطوبٌ كأنَّ الدهرَ منهنَّ يصرعُ |
حلتْ نظفٌ منها لنكسٍ وذو النهى | يدافُ له سمٌّ منَ العيش منقعث |
فإنْ نكُ أهملنا فأضعفْ بسعينا | وإنْ نَكُ أُجْبِرْنا فَفيمَ نُتَعْتِع |
لقد آسفَ الأعداءَ مجدُ ابن يوسفٍ | وذو النقصِ في الدنيا بذي الفضلِ مولعُ |
أخذْت بحبلٍ مِنْه لمَّا لَوَيْتُه | عل مررِ الأيامِ ظلتْ تقطعُ |
هو السيلُ إنْ واجهته انقدتَ طوعهُ | وتقتادهُ منْ جانبيهِ فيتبعُ |
ولمْ أرَ نفعاً عندَ منْ ليسَ ضائراً | ولَمْ أَرَ ضَرّاً عنْدَ مَنْ ليسَ يَنْفَعُ |
يَقُولُ فَيُسمِعُ ويمْشِي فيُسْرعُ | ويَضربُ في ذَاتِ الإلهِ فَيُوجعُ |
ممرٌّ لهُ منْ نفسهِ بعضُ نفسهِ | وسائرها للحمدِ والأجرِ أجمعُ |
رَأَى البُخْلَ مِنْ كُلٍّ فَظِيعاً فَعَافهُ | على أَنَّهُ مِنْه أَمَرُّ وأَفْظَعُ |
وكلُّ كسوفٍ في الداراريَّ شنعة ٌ | ولكنهُ في الشمسِ والبدرِ أشنعُ |
معادُ الورى بعدَ المماتِ وسيبهُ | معادٌ لنا قبلَ المماتِ ومرجعُ |
لهُ تالدٌ قدْ وقؤَ الجودُ هامهُ | فقرتْ وكانتْ لاتزالُ تفزعُ |
إذا كَانَتِ النُّعْمَى سَلُوباً مِن امْرئٍ | غدتْ منْ خليجيْ كفه، وهيَ متبعُ |
وإنْ عثرتْ سودُ الليالي وبيضها | بوحْدَتِهِ أَلفيْتَها وَهْيَ مَجْمَعُ |
وإِنْ خَفَرَتْ أَمْوَالَ قَوْمٍ أَكُفُّهُمْ | منَ النيلِ والجدوى فكفاهُ مقطعُ |
ويَوْمٍ يَظَلُّ العِزُّ يُحْفَظُ وَسْطَهُ | بسمرِ العوالي والنفوسُ تضيعُ |
مصيفٍ منَ الهيجا ومنْ حاجم الوغى | ولكنَّه مِنْ وابِلِ الدَّمِ مَرْبَعُ |
عَبُوسٍ كَسَا أَبْطَالَهُ كُلَّ قَوْنَسٍ | يُرَى المرْءُ مِنْهُ وهْوَ أَفرَعُ أَنْزَعُ |
وأَسمَرَ مَحْمَر العَوَالي يَوُمُّهُ | سنانٌ بحبات القلوبِ ممتعُ |
منَ اللاءِ يشربنَ النجيعَ من الكلى | غريضاً، ويَرْوَى غَيْرُهُنَّ فيَنْقَعُ |
شققتَ إلى جبارهِ حومة َ الوغى | وقنعتهُ بالسيفِ وهو مقنعُ |
لَدَى سندبايا والهضَابِ وأَرْشَقٍ | وموقانِ والسمرُ اللذانُ تزعزعُ |
وأبرَشتويمٍ والكذاجِ وملتقى | سنابكها والخيلُ تردي وتمزعُ |
غَدَتْ ظُلَّعاً حَسْرَى وغَادَرَ جَدُّها | جُدُودَ أُناسٍ وِهْي حَسْرَى وظَلَّعُ |
هَوَ الصُّنْعُ إِنْ يَعْجَلْ فنَفْعٌ وإِنْ يَرِثْ | فللريثُ في بعضِ المواطنِ أسرعُ |
أَظَلَّتكَ آمالي وفي الْبطْشِ قُوَّمٌ | وفي السَّهْمِ تَسْديدٌ وفي القَوْسِ مَنْزَعُ |
وإنَّ الغنى لي إنْ لحظتُ مطالبي | مِنَ الشَّعْرِ، إلاّ في مَدِيحكَ، أَطْوَعُ |
وإنكَ إنْ أهزلتَ في المحلِ لم تضعْ | ولم ترعَ إنْ أهزلت والروضُ ممرعُ |
رأيتُ رجائي فيكَ وحدكَ همة ً | ولكنهُ في سائرِ الناسِ مطمعُ |
وكمْ عاثرٍ منا أخذتَ بضبعهِ | فأضحى له في قلة ِ المجدِ مطلعُ |
فصارَ اسمهُ في النائباتِ مدافعاً | وكانَ اسمُه مِنْ قبْلُ وهْوَ مُدَفَّعُ |
وما السَّيْفُ إلاّ زُبْرَة ٌ لو تَرَكْتَهُ | على الخلقة ِ الأولى لما كانَ يقطعُ |
فَدُونَكَها لَوْلا لَيَانُ نَسِيبِها | لَظَلَّتْ صِلابُ الصَّخْرِ مِنْهَا تَصدَّعُ |
لها أخواتٌ قبلها قد سمعتها | وإنْ لم تَزعْ بي مُدَّة ً فسَتَسْمَعُ |