لنمنا وصرفُ الدهرِ ليسَ بنائمٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لنمنا وصرفُ الدهرِ ليسَ بنائمٍ | خزمنا لهُ قسراً بغيرِ خزائمِ |
ألَسْتَ تَرى سَاعَاتِهِ واقتِسَامَها | نفوسَ بني الدنيا اقتسامَ الغنائمِ ؟ |
لَيَالٍ إذا أنحَتْ عليكَ عُيونَها | أرتْكَ اعتباراً في عيونِ الأراقمِ |
شرقنا بذمِّ الدهرِ يا سلمُ إنهُ | يسيء فما يألو وليس بظالمِ |
إذا فقد المفقودُ من آل مالكٍ | تَقَطَّعَ قَلْبي رَحْمَة ً للمَكارِمِ |
خليليَّ من بعد الأسى والجوى قفا | ولاتَقِفا فَيْضَ الدُّموعِ السَّواجِمِ |
أَلِمَّا فهَذا مَصْرَعُ البأْسِ والنَّدَى | وحسبُ البكا إنْ قلتُ مصرعُ هاشمِ |
ألمْ تريا الأيامَ كيفَ فجعننا | بهِ ثمَّ قدْ شاركننا في المآتم؟! |
خَطَوْنَ إليهِ مِنْ نَدَاهُ وبأْسِهِ | خَلائِقَ أوْقَى مِنْ سُتُورِ التَّمائِمِ |
خَلائِقَ كالزَّغْفِ المُضَاعَفِ لم تَكُنْ | لِتَنْفُذَها يَوْماً شَبَاهُ اللَّوائِمِ |
ولو عاشَ فينا بعضَ عيشِ فعالهِ | لأخلقَ أعمارَ النسورِ القشاعمِ |
رَأَى الدَّهْرُ مِنْهُ عَثْرَة ً ماأقالَها | وهَلْ حازِمٌ يَأْوِي لِعَثْرة ِ حَازِمِ |
لَئِنْ كانَ سَيْفُ المَوْتِ أسودَ صارِماً | لقدْ فلَّ منهُ حدَّ أبيض صارمِ |
أصابَ امرءاً كانتْ كرائمُ مالهِ | عليهِ إذا ما سيلَ غيرَ كرائمِ |
جَرَى المَجْدُ مَجْرَى النَّوْمِ منه فلم يَكُنْ | بغيرِ طعانٍ أو سماحٍ بحالمِ |
تبينُ في إشراقِهِ وهوَ نائمٌ | بأنَّ الندى في روحهِ غيرُ نائمِ |
فإنَّ توهِ في الدنيا دعائمُ عمرِهِ | فما جُودُه فيها بِوَاهي الدَّعائِمِ |
إذا المرءُ لم تهدمْ علاهُ حياتُهُ | فليسَ لها الموتُ الجليلُ بهادِمِ |
أهاشمُ صارَ الدمعُ ضربة َ لازمٍ | وماكانَ لَوْلا أنتَ ضَرْبَة لازِمِ |
أهاشمُ للحيينِ فيكَ مصائبٌ | دلوه جُمعتْ كانتْ لبعضِ المَواسمِ |
مَسَاعٍ تَشَظَّتْ في المَواسِمِ كُلها | ولو جمعتْ كانتْ كبعضِ المواسمِ |
لَيَوْمُكَ عندَ الأَزْدِ يَوْمٌ تَخَزَّعَتْ | خُزَاعة ُ مِنها في بُطونِ التَّهَائمِ |
وما يَوْمُ زُرْتَ اللَّحْدَ يَوْمُكَ وَحْدَه | علينا ولكنْ يومُ عمرٍو وحاتمِ |
فكمْ ملحدٍ في يوم ذلك غانمٍ | وكم منبرٍ في يوم ذلك غارمِ ! |
لئن عمَّ ثكلاً كلَّ شيءٍ مصابُهُ | لَقَدْ خَصَّ أطرافَ السُّيوفِ الصَّوارِمِ |
تسلبتِ الدنيا عليهِ فأصبحتْ | خَلائِقُها مِثلَ الفِجَاجِ القَواتِمِ |
وما نَكْبَة ٌ فاتتْ بهِ بِعَظيمة ٍ | ولكنَّها مِنْ أُمَّهَاتِ العَظَائِمِ |
بني مالكِ قدْ نبهتْ خاملَ الثرى | قُبُورٌ لكمْ مُستَشْرِفاتُ المَعَالِمِ |
رَوَاكِدُ قِيسُ الكَف مِنْ مُتنَاوِلٍ | وفيها عُلًى لاتُرتَقَى بالسَّلالِمِ |
قضيتم حقوقَ الأرضِ منكمْ بأعظمٍ | عظَامٍ قَضَتْ دَهْراً حُقُوقَ المَقَاوِمِ |
خدعتُ لئن صدَّقتُ أنَّ غيابة ً | تكشفُ إلا عن وجوهِ الهيائمِ |
رَأَيتُهمُ رِيشَ الجَنَاحِ إذا ذَوَتْ | قَوادِمُ منها أُيدَتْ بِقَوَادِمِ |
إذَا اختَلَّ ثَغْرُ المَجْدِ أضحَى جِلادُهمْ | ونائلهمْ من حولهِ كالعواصمِ |
فلا تطلبوا أسيافهُمْ في جفونِها | فقدْ أسكنتْ بينَ الطلى والجماجمِ |
إذَا ما رِماحُ القَوْمِ في الرَّوْعِ أُكرِمَتْ | مشَارِبُهَا عاشُوا كِرَامَ المَطَاعِمِ |