أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي | وبالي الربعِ من إحدى بليِّ |
وما للدارِ إلا كلُّ سمحٍ | بأدمعِهِ وأضلعهِ سخيِّ |
سنَتْ عَبَراتُه الأطلالَ حتى | نَزَحْن غُرُوبَها نزْحَ الرَّكِي |
سقى الشرطانِ جزعكِ والثريا | ثَرَاكِ بِمُسْبِلٍ خَضِلٍ رَوي |
فكم لي منْ هواءٍ فيكِ صافٍ | غذيٍّ جوهُ وهوى وبيِّ! |
ونَاضَرَة ِ الصباحِينَ اسبَكَرَّتْ | طِلاعَ المِرْطِ في الدرْعِ اليَدِي |
تشكى الأينَ منْ نصف سريعٍ | إذَا قامَتْ ومِنْ نِصْفٍ بَطِي |
تُعِيرُكَ مُقْلَة ً نَطِفَتْ ولكنْ | قُصَارَاها على قَلْبٍ بَري |
سأشكرُ فَرْجَة َ اللَّبَبِ الرَّخِيَّ | ولينَ أخادعِ الدَّهْرِ الأبِي |
وإنَّ لَدَيَّ للحَسَنِ بن وَهْبٍ | حباءً مثلَ شؤبوبِ الحبيِّ |
أقولُ لعثرة ِ الأدبِ التي قدْ | أوتْ منهُ إلى فيحٍ دفيِّ |
أميلوا العيسَ تنفحْ في براها | إلى قمر الندامى والنديِّ |
فَقَدْ جعَلَ الإلَهُ لكمْ لِسَاناً | عَلِيّاً ذكْرُهُ بأبِي علي |
أغرُّ إذا تمرغَ في نداهُ | تَمَرَّغنا على كَرَمٍ وَطي |
لعمرُ بني أبي دينا وعمري | وعَمْرُ أبي وعَمْرُ بَني عَدِي |
لَقدْ جَلَّى كِتَابُكَ كُلَّ بَثٍّ | جَوٍ وأصَابَ شَاكِلَة َ الرَّمِي |
فَضَضْتُ خِتَامَهُ فَتَبلَّجَتْ لي | غَرَائِبُهُ عَن الْخَبَرِ الجَلي |
وكانَ أغضَّ في عيني وأندى | على كبدي من الزهرِ الجنيِّ |
وأحسنَ موقعاً مني وعندي | مَنَ البُشرَى أَتَتْ بعدَ النَّعِي |
وضُمنَ صَدْرُهُ مالمْ تُضَمَّنْ | صدورُ الغنياتِ من الحليِّ |
فكَائِنْ فيه مِنْ مَغْنًى خَطِيرٍ | وكائنْ فيهِ من لفظٍ بهيِّ |
وكمْ أفصحتَ عن برٍّ جليلٍ | بهِ ووَأَيْتَ مِنْ وَأَيٍ سَنِي |
كَتَبْتَ بهِ بلا لَفْظ كَريهٍ | على أذُنٍ ولاخَطٍّ قَمِي |
فأطلِقْ مِنْ عِقَالي في الأَمَاني | ومِنْ عُقُلِ القَوَافي والمَطِي |
وفي رمضاءَ منْ رمضانَ تغلي | بهَامَة ِ لا الحَصُورِ ولا التَّقِي |
فيَا ثَلَج الفُؤادِ وكانَ رضْفاً | ويا شبعي إذا يمضي وربيِّ |
رسَالة َ مَنْ تَمَتَّعَ بعدَ حِينٍ | ومتَّعنا منَ الأدب الرضيِّ |
لئن غربتها في الأرضِ بكراً | لَقَدْ جُليتْ على سَمْعٍ كَفِي |
وإنْ تَكُ منْ هَدَايَاكَ الصَّفَايا | فَرُبَّ هَدِيَّة ٍ لكَ كالهَدِي |
بَيَانٌ لم تَرِثْهُ تُراثَ دَعْوَى | ولم تنبطهُ من حسي بكيِّ |
عَشَوْتُ على عِدَاتِكَ فيهِ حتَّى | خَطَوْتُ بهِ على أمَلٍ مُضِي |
فَناهِضْ بي مِنَ الأسفَارِ وَجْهاً | مهاريه ضوامرُ كالحنيِّ |
فلَسْتَ تَرَى أقَلَّ هوًى ونَفْساً | وألزمَ للدنوِّ من الدنيِّ |
نَبَتُّ على خَلائِقَ منك بيضٍ | كما نبتَ الحليُّ على الوليِّ |
فمنْ جودٍ تدفقَ سيلهُ لي | على مطرٍ ومنْ جودٍ أتيِّ |
ومِنْ جُودٍ لهُ حَوْلي صَريفٌ | بنابيهِ ومنْ عرفٍ فتيِّ |
ومَحْدُودِ الذَّريعَة ِ سَاءَ هُ ما | ترشحُ لي من السبب الحظيِّ |
يدبُّ إليَّ في شخص ضئيلٍ | وينظرُ من شفا طرفٍ خفيِّ |
ويَتْبعُ نِعْمتي بِكَ عَيْنَ ضِغْنٍ | كما نظرَ اليتيمُ إلى الوصيِّ |
رَجَاءً أَنَّه يُورِي بزَنْدِي | إليكَ وأنَّه يَفْرِي فَريي |
وذَاكَ لَهُ إذا العَنْقَاءُ صارَتْ | مرببة ً وشبَّ ابنُ الخصيِّ |
أرَى الإخوانَ ماغُيبتَ عنهمْ | بمقسطِ ذلكَ الشعبِ القصيِّ |
ومَرْدُودٌ صَفَاؤُهُمُ عليهمْ | كمَا رُدَّ النكاحُ بِلا وَلي |
وهمْ ما دمتَ كوكبهمْ وساروا | بريحكَ في غدوٍّ أو عشيِّ |
فحينئذٍ خلا بالقوسِ بارٍ | وأُفْرغَتِ الأداة ُ على الكَمِي |
وإنَّ لهمْ لإحساناً ولكنْ | جَرَى الوَادِي فَطَمَّ على القَري |
وهَلْ مَنْ جَاءَ بعدَ الفَتْحِ يَسْعَى | كصاحبِ هجرتينِ مع النبي؟! |