تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ | ودعْ حسيَ عينٍ يجتلبْ ماءها الوجدُ |
إذَا انصَرَفَ المَحزُونُ قدْ فَلَّ صَبْرَه | سؤالُ المغاني فالبكاءُ لهُ ردِ |
بدتْ للنوى أشياءُ قدْ خلتُ أنها | سيبدؤني ريبُ الزمانِ إذا تبدو |
نوى ً كانقضاضِ النجمِ كانتْ نتيجة ً | منَ الهزلِ يوماً إنَّ هزلَ الهوى جدُّ |
فلا تحسبا هنداً لها الغدرُ وحدها | سجيً نفسٍ كلُّ غانية ٍ هندُ |
وقَالُوا أُسى ً عَنْهَا وقدْ خَصَمَ الأُسَى | جَوَانِحُ مُشْتَاقٍ إذَا خاصمَتْ لُدُّ |
وعينٌ إذا هيجتها عادتِ الكرى | ودَمْعٌ إَذَا استَنجدْتَ أسْرَابَهُ نَجْدُ |
ومَا خَلفَ أجْفَانِي شُؤونٌ بَخِيلَة ٌ | ولا بَيْنَ أَضلاعي لها حجَرٌ صلْدُ |
وكمْ تحتَ أرواقِ الصبابة ِ منْ فتى ً | منَ القَوْمِ حُرٍّ دَمعُهُ للهَوى عَبْدُ |
ومَا أَحدٌ طَارَ الفِرَاقُ بقَلْبِهِ | بجْلَدٍ ولَكِنَّ الفِراقَ هوالجلْدُ |
ومَنْ كانَ ذَا بَثٍّ على النَّأيَ طارِفٍ | فلِي أَبَداً من صَرْفِهِ حُرَقٌ تُلْدُ |
فلا ملكٌ فردُ المواهبِ واللهى | يُجَاوِزُ بي عَنْهُ ولا رَشأٌ فَرْدُ |
محمدُ يا بنَ الهيثمَ انقلبتْ بنا | نَوَى خَطَأٌ في عَقْبِها لَوعَة ٌ عَمْدُ |
وحقدٌ منَ الأيامِ، وهيَ قديرة ٌ | وشرٌّ السجايا قدرة ٌ جارها حقدُ |
إساءة َ دهرٍ أذكرتْ حسنَ فعلهِ | إليِّ ولولا الشري لم يعرفِ الشهدُ |
أما وأبي أحداثهٌ إنَّ حادثاً | حدا بي عنكَ العيسِ للحادثُ الوغدُ |
مِنَ النَّكَبات النَّاكباتِ عَن الهَوَى | فمحبوبها يحبوُ ومكروهها يعدوُ |
ليالينا بالرقتينِ وأهلها | سق العهدَ منكِ العهدُ والعهدُ والعهدُ |
سَحَابٌ متى يَسحَبْ على النَّبتِ ذَيْلَهُ | فلا رجلق ينبو عليهِ ولا جعدٌ |
ضربتُ لها بطنَ الزمانِ وظهرهُ | فَلَمْ أَلقَ مِنْ أَيَّامِها عِوَضاً بَعْدُ |
لدى ملكٍ منْ أيكة ِ الجودِ لمْ يزلْ | على كَبِدِ المَعْروفِ مِنْ فِعْلِهِ برْدُ |
رَقِيقِ حَواشِي الْحِلْمِ لَو أَنَّ حِلْمَهُ | بكفيكَ ما ماريتَ في انهُ بردُ |
وذو سورة ٍ تفري الفريَ شباتها | ولا يَقطَعٌ الصَّمصَامُ لَيْسَ لَهُ حَدَ |
ودَانِي الجَدَا تَأْتِي عَطايَاهُ مِنْ عَلٍ | ومنصبهُ وعرٌ مطالعهُ جردُ |
فقدْ نزلَ المرتادُ منهُ بماجدِ | مواهبهُ غورٌ وسؤددهُ نجدُ |
غَدا بالأماني لم يُرِقْ ماءَ وجْهِهِ | مطالٌ ولمْ يعقدْ بآمالهِ الردِّ |
بأوفاهمُ برقاً إذا أخلفَ السنا | وأصدقهم رعداً إذا كذبَ الرعدُ |
أَبَلهِمُ ريقاً وكَفّاً لِسَائلٍ | وأنضرهمْ وعداً، إذا صوحَ الوعدُ |
كَريمٌ ، إذا ألقَى عَصاهُ مُخَيماً | بأرضٍ، فقدْ ألقى بها رحلهُ المجدُ |
بهِ أَسْلَمَ المَعْروفُ بالشّامِ بَعْدَمَا | ثَوَى مُنذُ أَوْدَى خالِدٌ وهْو مُرْتَدُّ |
فَتَى لا يَرَى بُدّاً مِنَ البَأْسِ والنَّدَى | ولا شيءٍ إلاَّ منهُ غيرهما بدُّ |
حَبِيبٌ بَغِيضٌ عِنْدَ رَاميكَ عَنْ قِلَى | وسَيْفٌ على شَانِيك لَيْسَ لَهُ غِمْدٌ |
وكمْ أمطرتهُ نكبة ٌ ثمَّ فرجتَ | وللهِ في تفريجها ولكَ الحمدُ |
وكَمْ كانَ دَهْراً للحَوادِثِ مُضْغَة ً | فأضحتْ جميعاً وهيَ عنْ لحمهِ دردُ |
تصارعهُ لولاكِ كلّ ملمة ً | ويعدو عليهِ الدهرُ منْ حيثِ لا يعدو |
تَوَسَّطْتَ مِنْ أَبْنَاءِ سَاسَانَ هَضْبَة ً | لَهَا الكَنَفُ المَحْلُولُ والسَّنَدُ النَّهْدُ |
بحيثُ انتمتْ زرقٌ الأجادلِ منهمُ | عُلوّاً وقَامَتْ عَنْ فَرائِسِها الأُسْدُ |
ألمْ ترَ أنَّ الجفرَ جفركَ في العلى | قَريبُ الرشَاءِ لاَ جَرُورٌ ولا ثَمْدُ |
إذَا صَدَرتْ عَنْهُ الأَعَاجِمُ كلُّهَا | فأَوَّلُ مَنْ يَرْوَى َ به بَعْدَها الأَزْدُ |
لَهُمْ بِكَ فَخْرٌ لا الربابُ تُرِبُّهُ | بدعوى ولم تسعدْ بأيامهِ سعدُ |
وكمْ لكِ عندي منْ يدِ مستهلة ٍ | عليَّ ولا كُفْرَانَ عِنْدِي ولا جَحْدُ |
يدٌ يستذلُ الدهرُ في نفحاتها | ويَخْضَرُّ مِنْ مَعْرُوفِها الأُفقُ الوَرْدُ |
ومِثْلِكَ قَدْ خَوَّلْتُهُ المَدْحَ جَازِياً | وإنْ كنتَ لا مثلٌ إليكِ ولا ندُّ |
نَظَمْتُ لَهُ عِقْداً مِنَ الشعْرِ تَنْضُبُ الْـ | بحارُ وما دناهُ منْ حليها عقدُ |
تَسِيرُ مَسِيرَ الشَّمْسِ مُطَّرَفَاتُها | وما السَّيْرُ مِنها لا العَنيقُ ولا الوَخْدُ |
تروحُ وتغدو، بل يراحُ ويغتدي | بِها وهْيَ حَيْرَى لا تَرُوحُ ولا تَغدُو |
تقطعُ آفاقَ البلادِ سوابقاً | وما ابتَلَّ مِنها لا عِذارٌ ولا خَدُّ |
غَرَائِبُ ما تَنفَكُّ فِيهَا لُبَانَة ٌ | لِمُرتَجِزٍ يَحْدُو ومُرْتَجِلِ يَشدُو |
إذا حضرتْ ساحَ الملوكِ تقبلتْ | عقائلُ منها غيرُ ملموسة ٍ ملدُ |
أُهينَ لهَا ما في البُدُورِ وأُكْرِمَتْ | لديهمْ قوافيها كما يكرمُ الوفدِ |