سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ | عليهِ وسمٌ من الأيامِ والقدمِ |
ما دامَ عيشٌ لبسناهُ بساكنهِ | لدناً ولو أنَّ عيشاً دامَ لمْ يدمِ |
يامَنْزِلاً أَعْنَقَتْ فيهِ الجَنُوبُ على | رَسْمٍ مُحِيلٍ وشِعْبٍ غير مُلْتَئمِ |
هرمتَ بعديَ والربعُ الذي أفلتْ | منهُ بدورك معذورٌ على الهرمِ |
عَهْدِي بمَغْنَاكَ حُسَّانَ المعَالِم مِنْ | حُسَّانَة ِ الوَرْدِ والبَرْدِي والعَنَمِ |
بَيْضَاءُ كان لَها مِنْ غيْرِنا حَرَمٌ | فلمْ تكن نستحلُّ الصيدَ في الحرمِ |
كانت لنا صنماً نحتو عليه، ولمْ | نَسْجُدْ كَما سَجدَ إِلافشينُ لِلصّنَمِ |
زار الْخَيالُ لَها لابَلْ أزارَكَه | فِكْرٌ إذا نَامَ فِكرُ الْخَلق لَمْ يَنِم |
ظبيٌ تقنصتهُ لمّا نصبتُ لهُ | في آخر الليلِ أشراكاً من الحلمِ |
ثُمَّ اغتَدَى وبنا مِنْ ذكْرِ سَقَمٌ | باقٍ، وإن كانَ مشغولاً عن السقمِ |
اليومَ يُسْليك عَنْ طَيْفٍ أَلَمَّ وعَنْ | بلى الرسومِ بلاءُ الأينق الرسمِ |
من القلاصِ اللواتي في حقائبها | بضاعة ٌ غيرُ مزجاة ٍ من الكلمِ |
إذَا بلَغنَ أَبا كلثُومٍ اتَّصَلتْ | تلك المنى وأخذنَا لحاجَ من أممِ |
بنى بهِ اللهُ في بدوٍ وفي حضرٍ | لوائلٍ سورَ عزَّ غيرَ منهدم |
رَأَتْهُ في المَهْدِ عَتَّابٌ، فقَالَ لها | ذَوُو الفِرَاسَة ِ: هذا صَفْوَة ُ الكَرَمِ |
خذوا هنيئاً مرئياً يا بني جشمٍ | مِنْهُ أمانَيْنِ مِنْ خَوْفٍ ومنْ عَدَمِ |
فجَاءَ وَالنَّسَبُ الوَضَّاحُ جاءَ بهِ | كأنَّهُ بُهْمَة ٌ فِيهمْ مِن البُهَمِ |
طِعانُ عَمْرو بن كُلْثُومٍ ونَائِلُهُ | حَذْوَ السُّيُور التي قُدَّتْ مِنَ الأدَمِ |
لو كان يملك عمروٌ مثلهُ شبهاً | مِنْ صُلْبه لَم يَجدْ لِلْمَوْتِ مِنْ أَلَمِ |
بنانُه خلجٌ تجري وغيرتُه | سِتْرٌ مِنَ اللهِ مَمْدُودٌ على الحُرَمِ |
نالَ الجزيرة َ إمحالٌ فقلتُ لهمْ | شِيمُوا نَدَاهُ إذا ما البَرْقُ لم يُشَمِ |
فمَا الرَّبيعُ على أُنْسِ البلادِ بهِ | أشدَّ خضرة َ عودٍ منهُ في القُحم |
ولا أرى ديمة ً أمحى لمسغبة ٍ | مِنْهُ على أَنَّ ذَكْراً طار لِلديَمِ |
لِغلِبٍ سُؤْدَدٌ طابَتْ مَنَابتُه | في منتهى قللٍ منها وفي قممِ |
مجدٌ رعى تلعاتِ الدهرِ وهوَ فتى | حتى غدا الدهرُ يمشي مشية َ الهرمِ |
بناهُ جودٌ وبأسٌ صادقٌ ومتى | تُبْنَ العُلَى بِسَوَى هَذَيْن تَنْهَدِمِ |
وَقْفٌ على آلِ سَعْدٍ إنَّ أَيْدِيَهُمْ | سمٌّ لمستكبرٍ شهدٌ لمؤتدمِ |
لاجَارُهُمْ لِلرَّزَايَا في جَوَارِهِمِ | ولاعُهُودُهُمُ مَذمُومَة الذمَمِ |
أصفَوْا مُلُوكَ بَني العبَّاس كلَّهُمُ | ذَخِيرة ً ذَخَرُوها عَنْ بَنِي الحَكَمِ |
مَهْلاً بَني مالكٍ لاتَجْلُبُنَّ إلى | حيِّ الأراقمِ دؤلولَ ابنة ِ الرقمِ |
فأي حقدٍ أثرتمْ من مكامنه | وأيَّ عَوْصَاءَ جَشَّمْتُمْ بَنِي جُشَمِ |
لَمْ يَأْلُكُمْ مالِكٌ صَفْحاً ومَغْفرَة ً | لو كانَ ينفخُ قينُ الحيِّ في فحم |
لا بالمُعَاوِدِ وَلْغاً في دِمَائكُمُ | ولا إلى لحمِ خلقٍ منكمُ قرمِ |
أخْرَجْتُمُوهُ بِكُرْهٍ مِنْ شَجِيَّتِه | والنارُ قد تنتضى من ناضرِ السلمِ |
أوطأتموهُ على جمر العقوق ولوْ | لم يحرجِ الليثُ لم يبرحْ من الأجمِ |
قذعتُمُ فمشيتمْ مشية ً أمماً | كذاكَ يحسنُ مشيُ الخيل في اللجمِ |
إذْ لا معولَ إلا كلُّ معتدلٍ | أصَمَّ يُبْرِئُ أقوَاماً مِن الصَّمَمِ |
منَ الردينية اللاتي إذا عسلتْ | تشمُّ بوَّ صغار الأنفِ ذا الشمم |
إنْ أجرَمَتْ لَمْ تَنصَّلْ مِنْ جَرائمها | وإنْ أساءتْ إلى الأقوامِ لم تلمِ |
كان الزمانُ بكمْ كلباً فادركمْ | بالسيفِ والدهرُ فيكمْ أشهرُ الحرمِ |
أَمِنْ عَمًى نَزَلَ النَّاسُ الرُّبَا فنَجَوْا | وأنتمُ نصبُ سيل الفتنة ِ العرمِ؟! |
أم ذَاكَ مِنْ هِمَمٍ جَاشَتْ، فكَمْ ضَعَة ٍ | أدى إليها علوُّ القومِ في الهممِ! |
تنبونَ عنه وتعطونَ القيادَ إذا | كلبٌ عوى وسطكُمْ من أكلُبِ العجمِ!! |
قد انثنى بالمنايا في أسنتهِ | وقَدْ أقَامَ حَيَارَاكُمْ على اللَّقَمِ! |
جذلانَ منْ ظفرٍ حرَّانَ إنْ رجعتْ | مخضوبة ً منكمُ أظفارهُ بدمِ |
دينٌ يُكَفْكِفُ مِنْهُ كُلَّ بَائِقَة ٍ | ورحمة ٌ رفرفتْ منهُ على الرحمِ ! |
لولا مناشدَة ُ القُربى لغادَرَكم | حصائدَ المرهفَيْنِ: السّيفِ والقلمِ |
لأَصبَحَتْ كالأَثَافِي السُّفْعِ أو جُهُكُم | سوداً من العارِ لا سوداً من الحمم |
لا تجعلوا البغيَ ظهراً إنه جملٌ | من القطيعة ِ يرعى وادي النقمِ |
نظرتُ في السير الأولى خلتْ فإذا | أيامُهُ أكلتْ باكورة َ الأممِ |
أفنَى جَدِيساً وَطَمْسماً كُلَّها وسَطَا | بأنجم الدهرِ من عادٍ ومن إرمِ |
أردى كليباً وهماماً وهاج بهِ | يَوْمُ الذَّنائِبِ والتَّحْلاَق لِلمَمِ |
سقى شرحبيل من سمّ الذعافِ على | أيدِيكُمُ غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولابَرمِ |
بَزَّ التَّحِيَّة َ مِنْ لَخْمٍ فَلا مَلِكٌ | متوجٌ في عماماتٍ ولا عممِ |
ياعَثْرَة ً ما وُقِيتُمْ شَرَّ مَصْرَعِها | وَذَلَّة ُ الرَّأْي تُنْسِي ذَلَّة َ القَدَمِ |
حينَ استوى الملكُ واهتزتْ مضاربه | في دَوْلَة الأُسْدِ لافي دَوْلَة ِ الخَدَمِ |
أبناءَ دَلْفَاءَ مَهْلاً إنَّ أُمَّكُمُ | دافتْ لكمْ علقمَ الأخلاقِ والشيمِ |
طائية ٌ لا أبوها كان مهتضماً | ولامَضَى بَعْلُها لَحْماً على وَضَمِ |
لاتُوقِظُوا الشَّرَّ مِنْ قَوْمٍ فَقَدْ غَنِيَتْ | ديَارُكُمْ وَهْيَ تُدْعَى مَوْطِنَ النعَمِ |
هذا ابن خالكمُ يهدي نصيحتَهُ | مَنْ يُتَّهمْ فَهْوَ فيكُمْ غيرُ مُتَّهَمِ! |