مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مالي بعادية ِ الأيامِ من قبلِ | لَمْ يَثْنِ كَيْدَ النَّوَى كَيدِي ولاحِيَلي |
لا شيءَ إلا أباتتُهُ على وجلٍ | ولم تبتْ قطُّ من شيءٍ على وجلِ |
قَدْ قَلْقَلَ الدَّمْعَ دَهْرٌ مِنْ خَلائِقِه | طولُ الفراقِ ولا طولٌ من الأجلِ |
سَلْنِي عَن الدين والدُّنْيَا أُجِبْكَ، وعَنْ | أبي سعيد وفقديهِ فلا تسلِ |
مَنْ كَانَ حَلْيَ الأمَاني قَبْلَ ظَعْنَتِه | فَصِرْتُ مُذْ سَارَ ذَا أُمْنِيَّة ٍ عُطُلِ |
نأيُ الندى لا تنائي خلة ٍ وهوى ً | والفجْعُ بالمجدِ غيرُ الفجع بالغزلِ |
لئنْ غدا شاحباً تخدي القلاصُ بهِ | لقدْ تخلفتُ عنهُ شاحبَ الأملِ |
ملقى الرجاءِ ومُلقى الرحل في نفرٍ | الجودُ عندهمُ قولٌ بلا عملِ |
أضحوا بمستنِّ سيلِ الذمّ وارتفعتْ | أموَالُهمْ في هِضَاب المَطلِ والعِلَلِ |
مِنُ كُل أَظْمَى الثَّرَى والأرْضُ قَدْ نَهِلتْ | ومُقْشَعِر الرُّبَا والشَّمْسُ في الحَملِ! |
وأخرسِ الجودِ تلقى الدهرَ سائلهَ | كأنَّهُ واقفٌ منه على طللِ! |
قد كانَ وعدكَ لي بحراً فصيرني | يَوْمُ الزماعِ إلى الضَّحْضَاحِ والوشَلِ |
وبينَ اللهُ هذا من بريته | في قوله " خُلقَ الإنسانُ من عجلِ " |
للَّهِ وَخْدُ المَهَارِي أيَّ مُكْرُمَة ٍ | هَزَّت وأيَّ غَمامٍ قَلقَلَتْ خَضِلِ! |
خَيْرُ الأخِلاَّءِ خَيرُ الأرْضِ هِمَّتُهُ | وأفضلُ الركبِ يقرو أفضلَ السبُلِ |
حُطَّتْ إلى عُمْدَة ِ الإِسلامِ أرْحُلُه | والشمسُ قدْ نفضتْ ورساً على الأصلِ |
مُلَبياً طالَما لَبَّى مُنادِيَهُ | إلى الوَغَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولاوَكَلِ |
وَمُحْرِماً أحْرمَت أرْضُ العِرَاق لَهُ | مِنَ النَّدَى واكتَسَتْ ثَوْباً مِنَ البَخَلِ |
وسافِكاً لِدماء البُدْنِ قدْ سُفِكَتْ | بهِ دماءُ ذَوِي الإلْحَادِ والنحَلِ |
ورامياً جمراتِ الحجِّ في سنة ٍ | رمى بها جمراتِ اليومِ ذي الشعلِ |
يرْدِي ويُرْقِلُ نَحوَ المَرْوَتَيْن كَما | يَرْدِي ويُرقِلُ نحوَ الفَارسِ البَطلِ |
تُقَبلُ الرُّكْنَ رُكْنُ البْيت نافِلَة ً | ظهرُ كفكَ معموٌ من القبلِ |
لَمّا تَرَكْتَ بُيوت الكُفْر خاوية ً | بالغزو آثرتَ بيت اللهِ بالقفلِ |
والحَجُّ والغَزوُ مَقْرونانِ في قَرَنٍ | فاذهبْ فأنتَ زعافُ الخيلِ والإبلِ |
نفسي فداؤكَ إنْ كانت فداءَكَ منْ | صَرْفِ الحَوَادِثِ والأيَّامِ والدوَلِ |
لامُلْبِسٌ مالَهُ مِنْ دُون سَائِلِه | ستراً ولا ناصبُ المعروفِ للعذلِ |
لاشَمْسُهُ جَمْرة ٌ تُشْوَى الوُجُوهُ بِها | يوماً ولا ظله عنا بمنتقلِ |
تحولُ أمواله عن عهدها أبداً | ولمْ يَزُلْ قَطُّ عن عَهْدٍ ولَمْ يَحُلِ |
سَارِي الهُمُومِ طَمُوحُ العَزْمِ صَادِقُه | كأنَّ آراءهُ تنحطُّ منْ جبلِ |
أبقى على جولة ِ الأيامِ من كنفي | رَضْوَى وأسْيَرُ في الآفاقِ مِنْ مَثَلِ |
نَبَّهْتَ نَبْهَانَ بَعْدَ النَّوْم وانسكَبتْ | بك الحياة ُ على الأحياءِ من ثُعلِ |
كَمْ قَدْ دَعَتْ لكَ بالإخلاص مِنْ مَرَة ٍ | فيهمْ وفَدَّاكَ بالآباءِ مِنْ رَجُلِ |
إنْ حنَّ نجدُ وأهلوهُ إليكَ فقدْ | مَررْتَ فيهِ مُرُورَ العَارِض الهَطِلِ |
وأيُّ أرضٍ بهِ لم تكسَ زهرتَها | وأَيُّ وَادٍ بهِ ظَمْآنُ لَمْ يَسِلِ ! |
ما زال للصارخِ المعلي عقيرته | غوثٌ من الغوثِ تحتَ الحادثِ الجللِ |
منْ كلِّ أبيضَ يجلو منهُ سائلهُ | خداً أسيلاً بهِ خذُّ منَ الأسلِ |