دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني ، | ما السّالمُ القلبِ في الدّنيا كمَحزُونِ |
لا تسمعِ النصحَ غلاّ القلبُ يقلبهُ ، | يكفيكَ رأيكَ لي رأيٌ سيكفيني |
أقَررتُ أنّيَ مَجنونٌ بحبّكُمُ، | و ليسَ لي عنكم عذرُ المجانينِ |
وصاحبٍ بَعدَ سَنّ النّومِ مُقلَتُهُ، | دعوتهُ ، ولسانُ الصبحِ يدعوني |
نَبّهتُهُ ونجُومُ اللّيلِ راكِعَة ٌ، | في مَحفِلِ من بَقايا لَيلِها جُونِ |
ركوعَ رُهبانِ ديرٍ في صَلاتهِمُ، | سودٍ مدارعهم شمَّ العرانينِ |
فَقَامَ يَمسَحُ عَينِيهِ وسُنّتَهُ | بقَعدَة ِ النّومِ مِن فيهِ يُلَبّيني |
و طافَ بالدنّ ساقٍ وجههُ قمرٌ ، | وطَرفُهُ بسِريعِ الحَدّ مَسنُونِ |
كانّ خطّ عذارٍ ، شقّ عارضهُ ، | ميدانُ آسٍ على وردٍ ونسرينِ |
وخَطّ فَوقَ حجابِ الدُّرّ شارِبُه، | بنِصفِ صادٍ ودالُ الصُّدغِ كالنّونِ |
فَجاءَ بالرّاحِ يَحكي وَردَ وَجنَتهِ، | مُقرطَقٌ من بَني كِسرى وشِيرينِ |
علَيهِ إكليلُ آسٍ فوقَ مَفرِقِهِ، | قد رَصّعُوهُ بأنواعِ الرّياحينِ |
لا أتقي الراحَ بالندمانِ من يدهِ ، | وإن سقَتنيَ حَولاً، قلتُ: زيدِيني |
قُولُوا لمَكتومَ: يا نُورَ البَساتينِ، | الحَمدُ لله، حتى أنتِ تَجفُوني |
قد كنتُ مُنتَظراً هذا، فجئتِ بهِ، | ولَيسَ خَلقٌ على غَدرٍ بمأمُونِ |
ذكرتُ من خوفِ أهلي من بليتُ بهِ | من بينهم ، واحتملتُ العارَ في ديني |
صرَفتُ معنى حَديثي عن ظُنونِهمُ، | عَمداً، كمن فَرّ من ماءٍ إلى طينِ |