ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ ، | مَقذوفَة ٍ بالنَّحضِ كالرَّعنِ |
زبدُ اللغامِ يطيرُ من فمها ، | نَفْضَ النّوادِفِ ناعمَ القُطنِ |
و كأنّ ذفراها معلقة ٌ ، | أو لَبّة ٌ رُوِيتْ من الدُّهنِ |
وكأنّ كَلكَلَها، إذا وَخذتْ، | فُتلُ المَرافقِ عن رَحَى طَحنِ |
تُصغي إلى أمرِ الزّمامِ كَما | عطفتْ يدُ الجاني ذرى الغصنِ |
وكأنّ ظَعنَ الحَيّ غادِية ً، | نخلٌ، سُقيتِ الغَيثَ من ظَعنِ |
أو أيكة ٌ ناحَتْ حَمائِمُها، | منثورُ أخضرَ ناعمٍ لدنِ |
يصفقنَ أجنحة ً ، إذا انتقلتْ | في فَرعٍ كطيالسٍ دُكنِ |
وجدُ المتيمِ ، وهيَ هاتفة ٌ | ما شئتَ من طربٍ ومن حزنِ |
للهِ ما ضمنتْ هوادجها ، | من منظرٍ عجبٍ ومنحسنِ |
يا هندُ! حسبُكِ من مُصارَمَتي، | لا تحكمي في الحبذ بالظنّ |
فاتَ الصِّبا، ورُميتُ بالوَهنِ، | و يدُ المنية ِ قد دنتْ مني |
و لقد حلبتُ الدهرَ أشطره ، | و عبرتُ حظَّ الجهلِ من سني |
ووَجدتُ في الأيّامِ مَوعظَة ً، | نصَرَتْ ملائَكتي على جِنّي |
وشَبِعتُ من أمرٍ ومَملَكَة ٍ، | وحكَمتُ بالمَلَكاتِ والسّنّ |
فعلى مَ تلمعُ لي سيوفكمُ ، | حاشايَ من جَزَعٍ ومن جُبنِ |
كم طابخاص قدراص لآكلهِ ، | فاضتْ عليهِ بفاترٍ سخنِ |
و لقد نهضتُ لوطئكم ، فأبى | مثقالُ حلمٍ راجحِ الوزنِ |
عندي من العِلاّتِ سَلهَبَة ٌ، | و مقومٌ خضلٌ منَ الطعنِ |
لا مُنصُلي هَجَرَ الضّرابَ، ولا | صدئتْ مضاربهُ من الحزنِ |
كم من خَليلٍ لا أُمَتّعُهُ، | لم يبقهِ حذري ولا ضني |
وَلّى ، وخَلّفَني لغائرَة ٍ | بالمخزياتِ السودِ ، والأفنِ |
أدى الإلهُ إليهِ صحبتهُ ، | و سقى دياركَ صائبَ المزنِ |
يا آمِناً لا تَبقَ من حَذَرٍ، | إنّ المَخافَة َ جانبُ الأمنِ |
لا تُخدَعَنّ بأقرَبيكَ، وقد | عَفَّوكَ من عَينٍ ومن أُذنِ |
و لقيتُ من قومٍ ذوي إحنٍ | لجبَتْ صدورهُمُ من الطّعنِ |
غِشّ المَغيبِ، فإنْ لَقيتُهُمُ | سجنوا العداوة َ أيما سجنِ |
و هيَ العداوة ُ ، لا خفاءِ بها ، | كالشّمسِ تُكسَفُ ساعَة َ الدَّجنِ |