إنّ الفراقَ دعا الخليطَ ، فزالا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنّ الفراقَ دعا الخليطَ ، فزالا ، | وقعدتَ تسألُ بعدهُ الأطلالا |
طالتْ بهم ، والفجرُ قد أخذ الدجى ، | عِيدِيّة ٌ قُودٌ يُخَلنَ خِلالا |
وكأنّ في الأحداجِ، يومَ تَرَحّلُوا، | آرامَ سِدرٍ قد لَبِسنَ ظِلالا |
يُبدينَ بَيضاتِ الخُدودِ كأنّها | صفحاتُ هنديٍّ كسينَ صقالا |
بانَتْ شُرَيرَة ُ عَنكَ، إذْ بانُوا بها، | واستَخلَفَتْ في مُقلَتَيكَ خيَالا |
بَيضاءُ آنسَة ُ الحَديثِ كأنّها | قد أُشعِلَتْ، من حُسنِها، إشعالا |
في وجهها ورقُ النعيمِ ملا العيو | نَ ملاحة ً ، وظرافة ً ، وجمالا |
عجبتْ شريرة ُ ، إذ رأتني شاحباً ، | يا شرّ قد قلبَ الزمانُ ، وحالا |
يا شرّ قد حملتُ بعدكِ كربة ً ، | وهُمومَ أشغالٍ عليّ ثِقالا |
وفَسادَ قومٍ قد تَمَزّقَ وُدُّهم | فعلاً ، وضاعوا من يديّ ضلالا |
ما تطمئنّ نفوسهم من نفرة ٍ ، | قَطَعَتْ وسائلَ خِلّة ٍ وحِبَالا |
قومٌ هُمُ كَدرُ الحياة ِ وسُقمُها، | عَرضَ البَلاءُ بهمْ عليّ وطالا |
يتآكلونَ ضغينة ً وخيانة ً ، | و يرونَ لحمَ الغافلينض حلالا |
وهمُ فَراشُ السّوءِ يومَ مُلِمّة ٍ، | يتَهافَتونَ تَعاشِياً وخَيالا |
وهمُ غَرابيلُ الحَديثِ إذا دعَوا | شراً تقطرَ منهمُ ، أو سالا |
صرَفتْ وُجُوهُ اليأسِ وَجهي عنهُمُ، | وقَطَعتُ منهُم خِلّة ً، ووِصالا |
و وهبتهم للصرمِ ، وابتلّ الثرى ، | ووَجدتُ عُذراً فيهمُ ومَقالا |
و لقد أجازي بالضغائنِ أهلها ، | و اكونُ للمتعرضينَ نكالا |