يا يوسف الحسن فيك الصب قد ليما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا يوسف الحسن فيك الصب قد ليما | فأن رأوك هووا للأرض تعظيما |
لُحْ كوكباً وإمشِ غُصناً والتفِتْ ريما | فأن عداكَ آسمها لم تعدك السيما |
وجه اغرّ وجيدٌ زانه جِيدُ | وقامة ٌ تخجل الخطيّ تقويما |
يامن تجلّ عن التمثيل صورته | أأنتَ مثَّلتَ روح الحسن تجسيما |
نطقت بالشعر سحراً فيك حين بدا | هاروت طرفُكَ يُنشي السحر تعليما |
فلو رأتك النصارى في كنائسها | مصوراً رّبعت فيكَ الأقانيما |
إذا سفرتَ تولىَّ المتقيّ صنَماً | وإن نظرتَ توقى ٌ الضيغمُ الريما |
مَن لي بألمي نعيمي بالعذاب به | والحبّ ان تجد التعذيب تنعيما |
لو لم تكن جنة الفردوس وجنته | لم يسقني الريق سلسالا وتنسيما |
ألقى الوشاحَ على خِصر ٍ توهمٌه | فكيف وشٌحَ بالمرئيُ موهوما |
ورجَّ احقاف رمل ٍ في غلائلِهِ | يكاد ينقدّ عنها الكشح مهضوما |
ان ألٌم َالحِجل ساقيه فلا عجبٌ | فقد شكى من دقيق الدرز تأليما |
الردف والساق رداً مشَيِهِ بهرا | والدرع منقدّة والحجل مفصوما |
في وجهه رُسمت آيات مصحفه | تُتلى ولم يخش قاريهن تأثيما |
ذي نون حاجبه لو حاؤه آتصلت | في ميم مبسمه لم تعدُ حاميما |
ولحن معبد يجري في تكلٌمِهِ | إنْ أدمجَ اللفظ ترقيقاً وتَرخيما |
يانازلي الرمل من نجد احبكم | وان هجرتم ففيما هجركم فيما |
ألستُمُ انتُمُ رَيحانَ أنفسُنا | دون َ الرياحينَ مَجنيٌاً ومَشموما |
إن ينأ شخصكم فليدنو طيفكمُ | لو أن للعين إغفاءً وتَهويما |
هل توردون ظمآءً عذب منهلِكُم | أمْ تصدرون الاماني حِوٌماً هِيما |
لي بينكم لا أطال الله بينكمُ | غضيض طرفٍ يردّ الطرف مسجوما |
انا رضيع هواه منذ نشأتِهِ | ونشأتي لم تردني عنه مفطوما |
ما حلتُ عنه ولا عن عهد صبوته | وان أطال الجفا عزماً وتَصميما |
حرمَّت وصلي كما حللتَ سفكَ دَمي | صدقتُ شرعك تحليلا وتَحريما |
ياجائراً وعلى عَمْدٍ أحَكُمٌهُ | أعدِلْ وجرْ بالذي ولاّك تحكيما |
لك الصبا والجوى لي والعُلى لعَلي | وقل (لهادي) الهدى طرداً وتقسيما |