يا قلب ! قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا قلب ! قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ، | علقتهم هكذا حيناً وما علقوا |
فتلكَ دارهمُ أمستْ مجددة ً ، | وبالأبارِقِ منهم مَنزِلٌ خَلَقُ |
كأنّ آثارَ وحشيّ الظباءِ بها | درعٌ تخلفهُ أظلافهُ نسقُ |
لا مثلَ من يعرفُ العشاقُ حبهمُ ، | بل أنتَ من بينهم تشقى بمنتمقُ |
نأوا بليلٍ ، فزموا كلَّ يعملة ٍ ، | و يعملٍ جملٍ في أنفهِ الحلقُ |
يَلقَى الفَلاة َ بخُفٍّ لا يَقَرُّ بها، | كأنّ تنقيطهُ في تربها طبقُ |
إني وأسماءَ والحَيَّ الذينَ غَدَوا | بها على الكُرهِ من نفسي وما وثِقُوا |
لكَالرَّبيطِ، وقد سيقَتْ قَرينَتُهُ، | ينازعُ الحبلَ مشدوداً وينطلقُ |
فطيروا القلبَ وجداً بينَ أضلعهِ ، | و عذبوا النفسَ حتى ما بها رمقُ |
كأنّني ساوَرَتني، يومَ بَينِهِمُ، | رَقشاءُ مَجدولة ٌ في لونِها بُرَقُ |
كأنّها، حينَ تَبدو من مَكامِنها، | غصنٌ تفتحَ فيهِ النورُ والورقُ |
ينسلُّ منها لسانٌ يستغيثُ بهِ ، | كَما تَعوّذَ بالسّبّابَة ِ الفَرِقُ |
ما أنسَ لا أنسَ ، إذ قامتْ تودعنا | بمقلة ٍ جفنها في دمعها غرقُ |
تفترُّ عن مقلة ٍ حمراءَ موقدة ٍ | تكادُ لولا دموعُ العينِ تحترقُ |
كأنّها، حينَ تَبدو من مَجاسِدها، | بَدرٌ تَمَزّقَ في أركانِهِ الغَسَقُ |
و فتية ٍ كسيوفِ الهندِ قلتُ لهمْ : | سيروا قما أخطأُوا قولي وما خرقوا |
ساروا وقد خضَعَتْ شمسُ الأصيل لهم | حتى توقدَ في ثوبِ الدجى الشفقُ |
لحاجة ٍ لم أُضاجعْ دونَها وَسنَاً، | وربّما جابَ أسبابَ الكَرى الأرَقُ |
لا أشرَبُ الماءَ إلاّ وهوَ مُنجَرِدٌ | من القذى ولغيري الشوبُ والرنقُ |
عزمي حسامٌ ، وقلبي لا يخالفهُ ، | إذا تخاصمَ عزمُ المرءِ والفرقُ |
مَيتُ السّرائرِ ضَحّاكٌ على حَنَقٍ، | ما دامَ يعدزُ عن أعدائيَ الحنق |