صبوتُ إلى الندامى والعقارِ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صبوتُ إلى الندامى والعقارِ ، | و شربٍ بالصغارِ وبالكبارِ |
و ساقي حانة ٍ يغدو علينا ، | بزنارٍ ، وأقبية ٍ صغارِ |
أما وفُتورِ مُقلَة ِ بابليٍّ، | بَديعِ القَدّ ذي صُدغٍ مُدارِ |
لقد فضحتْ دموعُ العينِ سري ، | وأحرَقَني هَواهُ بغَيرِ نارِ |
و يخجلُ ، إذ يلاقيني ، كأني | أنقطُ خدهُ بالجلنارِ |
وبَيضاءِ الخِمارِ، إذا اجتَلَتها | عيونُ الشربِ صفراءِ الإزارِ |
جَموحٍ في عِنانِ الماءِ تَنزُو، | إذا ما راضَها، نَزوَ المَهاري |
فضَضتُ خِتامَها عن رُوحِ راحٍ، | لها جسدانِ من خزفٍ وقارِ |
تلقاها لكسرى ربُّ كرمٍ | يُعَدُّ من الفَلاسفَة ِ الكِبارِ |
أقرَّ عروشها بثرى وطيءٍ ، | و أنهارٍ كحياتٍ سوارِ |
وسَلّفَها العروشَ فحَمّلَتهُ | عَناقيداً كأشلاءِ الجوارِ |
نَواعمَ لا تَذلُّ بوطءِ رِجلٍ، | وتَعصِرُ نَفسَها قبلَ اعتِصارِ |
إذا أُلقينَ في الأطباقِ ذابَتْ، | فما ينقلنَ إلاّ بالجرارِ |
فأودعها الدنانَ مصفياتٍ ، | وأسلَمَها إلى شَمسِ النّهارِ |
وألبَسَها قَلانسَ مُعلَماتٍ، | و صاحبها بصبرٍ وانتظارِ |
فلمّا جاوَزَتْ عشرينَ عاماً، | مُخَدَّرَة ً، وقرّتْ في قَرارِ |
أُتيحَ لها من الفِتيانِ سَمحٌ، | جوادٌ لا يشحُّ على العقارِ |
فأبرزها تحدثُ عن زمانٍ ، | كلمعِ الآلِ في البيدِ القفارِ |