سأُثني على عَهدِ المَطيرَة ِ والقَصرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سأُثني على عَهدِ المَطيرَة ِ والقَصرِ، | وأدعو لها بالسّاكنينَ وبالقَطرِ |
خليلينَ لي إنَّ الدما تريانهِ ، | فصبراً ، وإلاّ أيُّ شيءٍ سوى الصبرِ |
عسى اللهُ أن يتاحَ لي منهُ فرجة ٌ ، | يجيءُ بها من حَيثُ أدري ولا أدري |
سألتُكُما بالله ما تُعلِمانِني، | و لا تكتما شيئاً ، فعندكما خبري |
أأرفعُ نيرانَ القرى لعفاتها ، | و أضربُ يومَ الروعِ في ثعرة ِ الثغرِ |
وأُسألُ نَيلاً لا يُجادُ بمِثلِهِ، | فيَفتَحُهُ بِشرِي، ويَختمُه عُذرِي |
ويا رُبّ يَومٍ لا تُوَرّى نُجومُهُ، | مددتُ إلى المظلومِ فيه يدَ النصرِ |
فسبحانَ ربي ما لقومٍ أرى لهم | كوامنَ أضغانٍ عَقارِبُها تَسرِي |
إذا ما اجتَمَعنا في النّديّ تَضاءَلوا، | كما خفيتْ مرضى الكواكبِ في الفجرِ |
بنو العَمّ لا بل هُم بنُو الغَمّ والأذى ، | وأعوانُ دَهري إن تظلّمتُ من دهرِي |
وغاظَهُمُ المَجدُ الذي لا يَنالُهُ | لئيمٌ ولا وانٍ ضعيفٌ عن الوترِ |
فدونكمُ الفعلَ الذي أنا فاعلٌ ، | فإنكمُ مثلي ، إذاً ، ولكم فخري |
نَمَتني إلى عَمّ النّبيّ خَلائِقٌ، | علَوا فوقَ أفلاكِ الكَواكبِ والبَدرِ |
بنو الحبرِ والسجادِ والكاملِ الذي | وفى الملكَ حتى قرّ عندَ ذوي الأمرِ |
ونحنُ رَفَعنا سَيفَ مَروانَ عَنكُمُ، | فهل لكمُ ، يا آلَ أحمدَ ، في الشكرِ |
أبو الفضلِ أولى الناسِ بالفضلِ كلهم ، | تعالوا نحاكمكمْ إلى البيتِ والحجرِ |
و يومَ حنينٍ حينَ صاحَ وراءكم ، | فجِئتُمْ، وكانَ الموتُ أقرَبَ من شِبرِ |
ويا مَعشَرَ الأنصارِ مَنْ كان عاقِداً | ببيعتكم ، والدينُ في قبضة ِ الكفرِ |
و لولاهُ ما قرتْ بطيبة ْ هجرة ٌ ، | و لولاهُ لم تجرِ الجيادُ على بدرِ |
أقامَ بدارِ الكفرِ عَيناً على العِدَى ، | ينبي نبيَّ اللهِ بالكبدِ والغدرِ |
لذلكَ لم تَرقُد جفونُ مُحَمّدٍ | نبيِّ الهُدى حتى أُريحَ من الأسرِ |
ورَدّ علَيهِ مالَهُ دونَ غيرِهِ، | فإن كنتَ ذا جهلٍ فسل كلَّ ذي خبرِ |
ولَولا بلوغُ السّنّ منها، وكفُّها | سراجيه لما أتى آخرُ العمرِ |
لأعطى أبا حفصٍ يديرُ عنانها ، | و ما شكّ فيهِ والأمورُ إلى قدرِ |
ألمْ ترهُ من قبلُ ، حينَ أقامه | شَفيعاً لأصحابِ النّبيّ إلى القُطرِ |