أرشيف الشعر العربي

يا لياليَّ القَديمَاتِ ارْجِعي،

يا لياليَّ القَديمَاتِ ارْجِعي،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
يا لياليَّ القَديمَاتِ ارْجِعي، قد تَخَلّفْتِ بلَيلاتٍ شِدادِ
نَبَأٌ خُبّرْتُه مِن مَعْشَرٍ، أخْرَجَتْ أضغانُهُمْ حيّاتِ وادِ
إنني ذاكَ الذي جربتهم ، لم يطلْ عهدي بإرغامِ الأعادي
فمِنَ الآن، فكُرّوا وارجعُوا، فالّذي تَخْشَوْنَ أحلى في فؤادي
ولحَا الرّحمنُ منّا طالِبَ الـ ـصلحِ والأطوعَ في حبلِ القيادِ
وعَلى الأظْلَمِ مِنّا سَخطَ اللّـ ـهُ ، والأنكبِ عن سبلِ الرشادِ
أقدِموا قبلَ رِماحٍ أُشرِعَتْ، و سيوفٍ ذاتِ عصًّ وصعادِ
ثمّ إيّايَ وأُخرَى مثلَها، تَكحَلُ العَينَ بمَملولِ السّهادِ
وخُذُوا عَفوِيَ ما دُمْتُ لَكُمْ، يد أخذٍ ، والحقوا بعضَ ودادي
لا تعودوا فيعدْ إسخاطهُ ، واتْرُكُوا سيفِيَ في بَعضِ الغِمادِ
أو فإني مسرعٌ ، إن شئتمُ ، بحسامٍ مشرفيًّ ، وجوادِ
و قناة ٍ فوقها كوكبها ، و مجنًّ ، كلُّ هذا في بلادي
و غذا قلتُ اركبوا قد حضروا ، جملة ُ النّاسِ بأسيافٍ حِدادِ
و لقد ضاعتْ أيادٍ عندكمْ ، غُرِسَتْ في تُرَبٍ غيرِ جِيادِ
أُودِعَتْ قَمْحاً، فلمّا نُثِرَتْ كلُّ أرْضٍ أنبَتَتْ شَوكَ القَتاد
فجزاها لعنة ً لصاحبٍ ، ليسَ للزراعِ أصلاً من معادِ
حينَ وترتُ لكمْ أقواسكمْ ، قمتمُ بالنبلِ ترمون سوادي
أيّها المَوعِدُ قد أسمعتَني، ثمّ لم يثبتْ من الهمّ وسادي
سوفَ تَجني أنتَ ما تَغرِسُ لي، و تمسُّ النارَ من قرعِ زنادي
ربّ من قد كادني في ليلة ٍ ، وهو في يوم الوَغى باسمي يُنادي
حِينَ خَلّى رَسَني جاذبُهُ، وامّحى قُرطاسُ شَيبي من مِدادي
ثمّ يغدو مرحاً إن سبني ، و يرى لحميَ من أطيبِ زادِ
ويَظُنّ الدّهرَ نَقداً كلَّه، ثمّ يلقاني على طولِ البعادِ
كيفَ يَرجُون اهتضامي بعدَها، طالَ باعي ، وردائي ونجادي
و لعذرٍ لهمُ لو قبلها لَمْ يَروْا إلاَّ قدَاحِي وَ زنَادِي
إن يكونوا قد نسُوا تلك، فلي عودة ٌ تذعرهم حرَّ جلادي
طالَ حِلمي عنهمُ، فاستحدَثوا خُلُقاً مكروهة ً، عُريانَ بادي
خلقاً يخضِبُ أطرافَ القَنا، و متونَ النبلِ والبيضَ الصوادي
بطعانٍ نافذٍ يفري الحشا ، و بضربٍ مثلِ أفواهِ المزادِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن المعتز) .

جعلتُ عقلي لشَهوتي عبْدا،

قَطّعتُهُ يوماً، وليسَ يُطيعُهُ،

طوتكم يا بني الدنيا ركابي ،

اصرِف شَرابي قد هجرتُ كؤوسَه،

فَداكِ أبي! ما لي أراكِ بحَسرَة ٍ،


مشكاة أسفل ٣